اشتباكات حدودية جديدة بين باكستان وأفغانستان تعيد التوتر العسكري إلى الواجهة

شهدت الحدود بين باكستان وأفغانستان، مساء الجمعة، تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار استمر لوقت غير قصير، وفق ما أعلنته مصادر رسمية من الجانبين.

ولم ترد تقارير فورية حول وقوع إصابات، لكن الحادثة زادت من حدة التوتر القائم بين البلدين منذ أشهر.

 اتهامات متبادلة

وحمّل المتحدث باسم رئيس الوزراء الباكستاني، مشرف زيدي، الجانب الأفغاني مسؤولية اندلاع الاشتباكات، قائلاً إن القوات الأفغانية قامت بـ”إطلاق نار غير مبرر” عبر منطقة شامان الحدودية.

وأضاف في بيان أن إسلام آباد في حالة استنفار كامل، مؤكداً أن الحكومة ملتزمة بحماية حدودها وضمان أمن مواطنيها.

في المقابل، اتهم المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، الجيش الباكستاني بشن هجمات في منطقة سبين بولداك التابعة لولاية قندهار، ما أدى إلى اشتعال المواجهات.

سياق تصاعدي للتوترات

وتأتي هذه الاشتباكات بعد حادثة دامية في أكتوبر الماضي، وُصفت بأنها الأعنف منذ سنوات، حيث أسفرت عن مقتل ما يقرب من 70 شخصاً من الجانبين.

وعلى الرغم من نجاح قطر وتركيا في التوسط لوقف إطلاق النار، فإن الهدنة لم تُطبق بشكل كامل، واستمرت المناوشات قرب الحدود المغلقة منذ 12 أكتوبر.

وفي 25 نوفمبر، اتهمت الحكومة الأفغانية باكستان بقصف مناطق حدودية أدى إلى مقتل 10 أشخاص، وهو ما نفته إسلام آباد بشدة.

من جهتها، تتهم باكستان أفغانستان بالسماح لمسلحين بالتسلل إلى أراضيها لتنفيذ هجومات، بينما تنفي كابل هذه الادعاءات وتصفها بأنها غير صحيحة.

تعد الحدود المشتركة واحدة من أكثر المناطق حساسية بين البلدين، إذ تشهد بين الحين والآخر اشتباكات عسكرية نتيجة خلافات أمنية وسياسية، إضافة إلى اتهامات متبادلة بشأن دعم جماعات مسلحة أو التستر على نشاطها.