أخبار دولية

فنزويلا تتهم واشنطن بالاستيلاء غير القانوني على شركة “سيتجو” وأصولها النفطية الأمريكية

شروق محمد

في ظل تصاعد التوتر بين كاراكاس وواشنطن، تبرز فنزويلا مجدداً كساحة محتملة لمواجهة تعيد رسم موازين الطاقة في نصف الكرة الغربي. فوسط حشود عسكرية أمريكية متزايدة في منطقة البحر الكاريبي، يلمح مراقبون إلى أن الأزمة تجاوزت حدود الاتهامات السياسية لتدخل مرحلة استعراض القوة على موارد النفط العالمية.

كاراكاس: الهدف هو ثروتنا النفطية

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو رأى في التحركات الأمريكية محاولة مباشرة للتأثير على مستقبل موارد بلاده الهائلة من النفط، مؤكداً أن واشنطن “تسعى للهيمنة على أكبر احتياطي نفطي مؤكد في العالم”. وأوضح في رسالة بعث بها إلى منظمة “أوبك” أن هذا التصعيد “يقوّض الأمن والاستقرار في المنطقة”، محذرًا من تداعياته على أسواق الطاقة.

تحركات عسكرية أمريكية

البيت الأبيض من جانبه يبرر عملياته البحرية والجوية بأنها تستهدف شبكات تهريب المخدرات في الكاريبي. لكن حجم القوات المنتشرة، وفق ما ذكره مادورو، —15 ألف جندي و14 سفينة حربية— إلى جانب انتقال حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس جيرالد ر فورد” إلى المنطقة، أثار تساؤلات واسعة حول دوافع واشنطن الحقيقية.

تقارير أميركية عدة لم تستبعد احتمال استهداف مواقع داخل فنزويلا، ما غذّى المخاوف من عملية عسكرية محدودة أو محاولة لفرض تغيير سياسي في كاراكاس.

اتهامات متبادلة

الولايات المتحدة، شأنها شأن الاتحاد الأوروبي ودول لاتينية عديدة، ما زالت تشكك في شرعية فوز مادورو في انتخابات 2024، معتبرة أنها شابتها مخالفات. كما تتهم واشنطن الحكومة الفنزويلية بالسماح بتهريب مواد مخدرة خطيرة عبر حدودها، بينما تنفي كاراكاس ذلك بشدة وتعتبره “ذريعة للتدخل”.

أزمة محتملة في سوق النفط العالمي

في اللحظة نفسها، يتابع منتجو النفط في “أوبك” و”أوبك+” التطورات بقلق، إذ يحمل أي تصعيد عسكري مخاطر فورية على استقرار الإمدادات. وتمتلك فنزويلا، إلى جانب السعودية والعراق والإمارات، دوراً محورياً في توازن السوق، بينما قد يؤدي أي اضطراب في الإنتاج الفنزويلي إلى تقلبات واسعة في الأسعار.

المشهد الحالي يشير إلى أن الصراع لم يعد محصورًا في نزاع سياسي داخلي، بل تحوّل إلى معركة نفوذ على واحدة من أهم ثروات العالم. ومع استمرار الحشود العسكرية الأمريكية، وتصلب موقف كاراكاس، يبدو أن البحر الكاريبي يتجه ليصبح نقطة اشتعال جديدة في صراع الطاقة العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى