في ظل الحياة الحديثة المزدحمة، حيث تنشغل الأم بالعمل والمنزل والدراسة، وينشغل الأب بمسؤولياته اليومية، ومع إغراء الشاشات والألعاب الإلكترونية، أصبح الأطفال أكثر عرضة للضغط النفسي والافتقار إلى النشاط البدني.
التربوي الدكتور عصام البهنسي، أستاذ علم نفس الطفل، يؤكد أن الحل بسيط وفعال: اللعب الحر في الهواء الطلق لمدة 30 دقيقة يوميًا.
هذه المدة القصيرة كفيلة بإحداث تغييرات كبيرة في سلوك الطفل، قد تصل نسبتها إلى 60%، وتعد أساسًا في بناء شخصيته وتطوير ذكائه وتقوية جهازه المناعي.
فوائد اللعب الحر:
- تعزيز اللياقة البدنية: من خلال الجري، القفز، التسلق، والأنشطة الحركية المتنوعة.
- تحفيز الإبداع: حيث يبتكر الطفل طرق لعب جديدة ويعتمد على خياله.
- تنمية الاستقلالية والثقة بالنفس: من خلال اتخاذ القرارات بنفسه وتجربة النتائج.
- تطوير المهارات الاجتماعية: التعلم على التعاون والعمل الجماعي مع أقرانه.
التأثير العلمي للعب الحر على الطفل:
- خفض هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين، ورفع مستويات هرمونات السعادة مثل الدوبامين والسيروتونين، ما يساعد على النوم الجيد والتركيز وحب المدرسة والتفاعل الإيجابي مع الآخرين.
- بناء وصلات عصبية جديدة تعزز الذاكرة، سرعة التعلم، الذكاء اللغوي، وقدرة الطفل على حل المشكلات، لأن اللعب الحر يحفز الابتكار بدلاً من التقليد أو المشاهدة فقط.
- تقوية المناعة: الأطفال الذين يمارسون نشاطًا حرًا يوميًا يتعرضون لالتهابات أقل، نزلات برد أقل، هضم ونوم أفضل، وشهية أقوى.
- تعزيز الثقة بالنفس والسلوك المستقل: الطفل الذي يُسمح له بالمحاولة والخطأ واتخاذ القرارات يصبح أكثر قدرة على تحمل المسؤولية والاعتماد على نفسه.
- تهدئة الأعصاب وتحسين السلوك: اللعب الحر يقلل العصبية ويصقل مهارات الانضباط الذاتي والتفاعل الإيجابي.
حتى نصف ساعة من اللعب الحر يوميًا تحدث فارقًا كبيرًا في صحة الطفل الجسدية والعقلية والنفسية. إنها جرعة سحرية تعيد للطفولة معناها، وتساعد في بناء جيل قوي، مستقل، وذكي، قادر على مواجهة تحديات الحياة.
