من سحر العويران إلى لمسة الدوسري.. السعودية تطمح لكتابة فصل جديد في كأس العالم 2026

لا يزال هدف سعيد العويران الأسطوري في مرمى بلجيكا بكأس العالم 1994 حين ركض لمسافة 70 مترا متجاوزا خمسة مدافعين ليمنح السعودية بطاقة التأهل لدور الستة عشر محفورا في ذاكرة كرة القدم كأجمل لحظة في تاريخ “الأخضر”.
وبعد أكثر من ثلاثة عقود، تدخل السعودية قرعة كأس العالم 2026 في واشنطن اليوم الجمعة متسلحة بثالث تأهل على التوالي وسابع مشاركة في تاريخها، على أمل البناء على ما حققته من خطوات قارية وعالمية في السنوات الأخيرة.
وحجز “الأخضر” بطاقته إلى البطولة الموسعة التي تضم 48 منتخبا في أمريكا الشمالية بعد تعادل مثير بدون أهداف أمام العراق في جدة في أكتوبر تشرين الأول في الجولة الثالثة والأخيرة من مباريات المجموعة الثانية في الملحق الآسيوي.
ورفع منتخبا السعودية والعراق رصيدهما إلى أربع نقاط، وتصدرت السعودية المجموعة عبر تفوقها بفارق الأهداف المسجلة لتتأهل إلى النهائيات.
وتدين السعودية بفضل كبير للحارس نواف العقيدي الذي تألق في التصدي لكرة خطيرة سددها حسن عبد الكريم في الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الثاني ليحافظ على النتيجة وسط فرحة أكثر من 60 ألف مشجع في المدرجات.
وقال العقيدي لوسائل إعلام محلية عقب المباراة “حققنا إنجازا استثنائيا، لا يصدق. الآن، إلى كأس العالم”.
وستنضم السعودية إلى المنتخبات المتأهلة بالفعل في القرعة المقررة بمركز كينيدي في العاصمة واشنطن قبل استكمال بقية البطاقات عبر الملحق في مارس آذار المقبل.
ويعود تاريخ السعودية في كأس العالم إلى نسخة 1994 في الولايات المتحدة، حين بلغت دور الستة عشر في أفضل إنجاز لها حتى الآن.
وشاركت بعدها في نسخ 1998 و2002 و2006، وغابت عن نسختين، قبل أن تعود في 2018 و2022، حيث حققت واحدة من أكبر مفاجآت البطولة بالفوز على الأرجنتين 2-1 في نسخة قطر بفضل تسديدة ساحرة من سالم الدوسري.
وقاريا، يملك “الأخضر” ثلاثة ألقاب في كأس آسيا رغم تذبذب نتائجه في السنوات الأخيرة، وسيستضيف البطولة القارية في 2027.
ويعتمد المدرب الفرنسي إيرفي رينار، العائد لقيادة المنتخب بعد إنجازه في 2022، على مزيج من الخبرة والشباب بقيادة الدوسري.
وقال رينار عقب مباراة العراق والتأهل “رغم أن (الدوسري) نال جائزة رجل المباراة، أعتقد أن الجماهير كانت أفضل ما في المباراة”.
وأضاف “لم يكن الأمر يبدو سهلا قبل بضعة أشهر، لكننا فعلناها وهذا هو الأهم”.
ودعا الإعلام السعودي للتفاؤل قبل القرعة قائلا إن النظام الموسع يفتح أبوابا جديدة مضيفا أن “عبور الدور الأول هو المهمة المنتظرة لكن الحلم أكبر كثيرا”.
ومع رؤية 2030 التي تدفع استثمارات ضخمة في الرياضة واستضافة المملكة لكأس العالم 2034، يرتفع سقف التوقعات.
لكن الأنظار الآن تتجه إلى واشنطن، حيث يأمل “الأخضر” أن يبدأ رحلة تتجاوز سحر العويران ولمسة الدوسري.



