أعلنت “القوات الشعبية”، وهي المجموعة المسلحة التي كان يقودها ياسر أبو شباب في جنوب قطاع غزة، فجر الجمعة 5 ديسمبر 2025، تفاصيل مقتل زعيمها، مؤكدة أنه لقي مصرعه بعد إصابته بعيار ناري أثناء محاولته فضّ نزاع مسلح بين أفراد من عائلة “أبو سنيمة” في منطقة شرق رفح.
ونفت المجموعة بشكل قاطع الشائعات التي راجت خلال الساعات الماضية حول اغتياله على يد عناصر تابعة لحركة حماس، وأرفقت بيانها بصور ومقطع فيديو لمراسم تشييع جثمانه في رفح، حيث ظهر محاطاً بأنصاره وعناصر مجموعته.
من جانبها، أشارت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية، إلى أن أبو شباب قُتل بالفعل في شجار عائلي داخلي، وليس نتيجة عملية اغتيال من حماس.
من هو ياسر أبو شباب؟
– ينتمي إلى عشيرة الترابين الكبيرة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
– كان مسجوناً في سجون غزة قبل الحرب بتهم جنائية تتعلق بالسرقة وتجارة المخدرات.
– أُطلق سراحه مع اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، ثم برز كشخصية معارضة لحماس.
– شكّل مجموعة مسلحة أطلق عليها اسم “القوات الشعبية”، ضمت مئات المقاتلين، بعضهم من أجهزة الأمن الفلسطينية السابقة وشبان محليون.
– كان ينشط بشكل رئيسي في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل في شرق رفح بعد اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر 2025.
– قدم نفسه كقوة مدنية تحمي السكان وتوزع المساعدات وتتصدى لسيطرة حماس، متهماً الحركة بسرقة المساعدات الإنسانية وبيعها في السوق السوداء.
موقف إسرائيل من المجموعة
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أقرّ علناً في يونيو 2025 بدعم إسرائيل لعشائر وعناصر محلية في غزة، من بينها مجموعة أبو شباب، وقال إن هذا الدعم “أنقذ أرواح جنود إسرائيليين”.
وأفادت تقارير بأن إسرائيل زودت المجموعة بالسلاح والمعدات على أمل أن تشكل بديلاً محلياً لحماس في مناطق سيطرتها.
لكن أصواتاً داخل إسرائيل انتقدت هذه السياسة، معتبرة أن مثل هذه الجماعات العشائرية أو الجنائية السابقة لا يمكن أن تكون بديلاً حقيقياً ومستداماً عن حماس التي حكمت القطاع منذ 2007.
ردود الفعل الأولية
حماس كانت تتهم أبو شباب ومجموعته منذ أشهر بالتعاون مع إسرائيل ونهب المساعدات، وهو ما كان ينفيه باستمرار، مؤكداً أن هدفه الوحيد هو “طرد حماس وإنهاء سيطرتها” على القطاع.
وبمقتله بهذه الطريقة في نزاع عائلي، ينتهي مشوار واحدة من أبرز الشخصيات المحلية التي راهنت إسرائيل عليها كجزء من استراتيجيتها لخلق قوى بديلة لحماس داخل غزة بعد الحرب.
