تقرير بريطاني: الفواكه والخضراوات مليئة بالمبيدات والسرطان يهدد المستهلكين

أصدرت منظمة “شبكة العمل ضد المبيدات” في المملكة المتحدة تقريراً حديثاً يستند إلى بيانات حكومية رسمية، يكشف عن مستويات عالية من التلوث في بعض الفواكه والخضراوات المتوفرة في الأسواق البريطانية.
وفقاً للتحليل، يحتوي ربع الخضراوات وثلاثة أرباع الفواكه على أكثر من نوع واحد من المبيدات، مما يثير مخاوف بشأن التأثيرات المشتركة لهذه المواد داخل الجسم، والمعروفة باسم “التأثير الخليطي”، حيث قد تتفاعل هذه الكيماويات لتصبح أكثر سمية.
تم اكتشاف 123 مادة كيميائية مختلفة في 17 نوعاً من المنتجات الزراعية التي تم اختبارها، من بينها 42 مبيداً مرتبطاً بالإصابة بالسرطان، بالإضافة إلى 21 مادة تؤثر على الجهاز الهرموني، مما قد يؤدي إلى تشوهات خلقية أو اضطرابات في النمو أو مشكلات في الإنجاب.
وأشار الخبراء إلى أن هذه المبيدات غالباً ما تكون أكثر خطراً عندما تتداخل مع بعضها، رغم أن حدود السلامة الحالية تركز على كل مادة على حدة دون النظر إلى التفاعلات المحتملة.
وحدد التقرير قائمة “الاثني عشر الملوثين” (Dirty Dozen)، وهي المنتجات الأكثر تلوثاً بناءً على نسبة العينات التي تحتوي على بقايا متعددة من المبيدات. وتشمل هذه القائمة:
– الجريب فروت: 99.17% من العينات تحتوي على بقايا متعددة.
– العنب: 89.81%.
– الليمون الأخضر (اللايم): 79.17%.
– الموز: 67.12%.
– الفلفل الحلو: 48.96%.
– البطيخ: 46.39%.
– الفاصوليا: 37.5%.
– الفلفل الحار: 37.5%.
– الفطر: 31.25%.
– البروكولي: 26.45%.
– الباذنجان: 22.92%.
– الفاصوليا المجففة: 20.83%.
من بين المنتجات الأخرى المختبرة (مثل البطاطس والخضراوات الجذرية الخاصة والزنجبيل والثوم والبنجر)، كانت معظمها تحتوي على بقايا متعددة في بعض العينات، باستثناء البنجر الذي لم يسجل إلا بقايا فردية في ثلاث عينات.
أبرز التقرير أن 29% من المبيدات المكتشفة غير مصرح باستخدامها للمزارعين البريطانيين بسبب مخاطرها الصحية أو البيئية، لكنها تدخل السوق عبر الواردات من دول خارج الاتحاد الأوروبي.
كما تم العثور على مبيدات شديدة الخطورة مثل الثيابيندازول (مشتبه في تأثيرها على الهرمونات وربطها بالسرطان) في 9% من العينات، خاصة في الفواكه مثل الجريب فروت والموز والبطيخ.
وفي إحدى عينات العنب من تركيا، تم رصد بقايا من 16 مبيداً مختلفاً. بالإضافة إلى ذلك، وجد التقرير تلوثاً في الخبز، حيث احتوى 97% من عينات الخبز على مبيد كلورميكوات (سموم تنموية)، و28% على الغليفوسات (مرتبط بالسرطان والأمراض المزمنة).
من الناحية الصحية، يحذر التقرير من أن التعرض المستمر لهذه المواد قد يؤدي إلى آثار طويلة الأمد مثل الإصابة بالسرطان، بالإضافة إلى اضطرابات هرمونية تؤثر على الصحة الإنجابية والنمو.
وأكدت المنظمة على ضرورة دعم الحكومة البريطانية للمزارعين للانتقال إلى بدائل غير كيميائية، وحظر المبيدات الخطرة، ومنع استيراد المنتجات المعالجة بها.
للحد من المخاطر، ينصح الخبراء بشراء المنتجات المحلية البريطانية قدر الإمكان، واختيار المنتجات العضوية التي لا تستخدم مبيدات صناعية.
كما يفضل غسل الفواكه والخضراوات جيداً تحت الماء الجاري لإزالة البقايا السطحية والأتربة، مع التركيز على إزالة التربة التي قد تحمل بكتيريا.
ومع ذلك، قد يكون التقشير أكثر فعالية في بعض الحالات، رغم أنه يزيل بعض الألياف والفيتامينات مثل فيتامين C.
ويؤكد التقرير أن الغسل يقلل من المخاطر لكنه لا يزيلها تماماً.



