لماذا مصر معرضة لأشد موجة إنفلونزا موسمية منذ سنوات؟

حذّر الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة ومدير مركز الحساسية والمناعة بمصل ولقاحات وزارة الصحة سابقًا، من خطورة الموجة الحالية للإنفلونزا الموسمية في مصر، واصفًا إياها بأنها «الأعنف والأشد شراسة» مقارنة بكل المواسم السابقة.
وفي مداخلة هاتفية مع برنامج «اليوم» على قناة dmc، أرجع الدكتور الحداد السبب الرئيسي لهذه الشدة غير المسبوقة إلى ما أسماه «الفجوة المناعية» التي حدثت خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، حيث تركزت كل الجهود العالمية والمحلية على مواجهة فيروس كورونا، مما أدى إلى:
– توقف معظم المواطنين عن أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية تمامًا.
– عدم تكوّن أجسام مضادة كافية ضد فيروسات الإنفلونزا الشائعة.
– عودة الفيروس الموسمي العادي الآن ليصطدم بأجسام «غير مدربة مناعيًا» منذ سنوات، فتكون الأعراض أقوى والمضاعفات أخطر.
ونفى الدكتور الحداد تمامًا وجود أي فيروسات جديدة أو متحورات غريبة، مؤكدًا أن ما نشهده هو إنفلونزا موسمية طبيعية 100%، لكن غياب المناعة المكتسبة هو ما جعلها تبدو «كارثية».
أهم النصائح والتوصيات التي شدد عليها:
1. العودة الفورية للإجراءات الوقائية المعروفة (كمامة في الأماكن المزدحمة، غسل اليدين، التباعد قدر الإمكان).
2. تلقي لقاح الإنفلونزا الموسمي فورًا، حتى لو مر جزء من الموسم، لأن اللقاح:
– قد لا يمنع الإصابة 100%، لكنه يقلل الشدة والمضاعفات بنسبة كبيرة جدًا.
– يحمي من الالتهاب الرئوي الفيروسي والدخول للمستشفيات والعناية المركزة.
3. اللقاح متاح الآن في الصيدليات والمراكز الطبية وآمن تمامًا للجميع بدءًا من عمر 6 أشهر فأكثر.
الفئات التي يجب أن تكون الأولوية القصوى لأخذ اللقاح فورًا:
– كبار السن فوق 65 سنة.
– أصحاب الأمراض المزمنة (السكر، الضغط، القلب، الكلى، الكبد).
– مرضى الأمراض التنفسية والحساسية الصدرية.
– الأطفال من 6 أشهر إلى 5 سنوات.
– السيدات الحوامل (يُصنفن ضمن فئة ضعاف المناعة).
– العاملون في المجال الطبي والتعليمي والأماكن المزدحمة.
واختتم الدكتور أمجد الحداد تحذيره بدعوة المواطنين بعدم التهاون مطلقًا مع أعراض الإنفلونزا هذا العام، والحرص على التطعيم والوقاية، مؤكدًا أننا أمام موجة يمكن السيطرة عليها تمامًا إذا عُدنا بسرعة إلى ثقافة اللقاح والإجراءات الوقائية.



