تحقيق يكشف عن المقابر السرية والجثث المجهولة في غزة

كشف تحقيق أجرته شبكة CNN عن سلسلة من الأحداث المأساوية في غزة، حيث اختفى العديد من الفلسطينيين قرب معبر زيكيم أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية، فيما تمت ممارسة ممارسات مثيرة للقلق تجاه جثث القتلى.
عمار وادي، أحد هؤلاء المختفين، كتب رسالة وداع قصيرة على هاتفه قبل أن ينطلق لجلب كيس دقيق لعائلته، مؤكداً حبّه لهم واستعداده لتحمّل أي خطر. للأسف، لم يعد وادي إلى منزله، ووصلت رسالته بعد أسابيع من شخص عثر على هاتفه.
ويشير التحقيق إلى أن الجيش الإسرائيلي قام بجرف بعض جثث القتلى إلى قبور ضحلة مجهولة، وفي بعض الحالات تُركت الجثث لتتحلل في العراء، في ظروف منع استعادتها بسبب طبيعة المنطقة العسكرية.
ويؤكد خبراء القانون الدولي أن دفن القتلى بطريقة لا تسمح بالتعرف عليهم أو إساءة التعامل معهم قد يُعد انتهاكاً للقانون الدولي ويمثل “اعتداءً على الكرامة الشخصية”، ويصنّف جريمة حرب وفق اتفاقيات جنيف.
اعتمد التحقيق على مئات الصور ومقاطع الفيديو من محيط معبر زيكيم، ومقابلات مع شهود عيان وسائقي شاحنات مساعدات، إضافة إلى صور الأقمار الصناعية التي أظهرت نشاط عمليات تجريف مستمر طوال الصيف في المناطق التي قُتل فيها طالبي المساعدة.
كما وثّقت مقاطع الفيديو إطلاق النار على المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، وتحديد مسار الطلقات بدقة عبر التحليل الجنائي الصوتي.
رغم نفي الجيش الإسرائيلي استهداف المدنيين عمداً، أشارت الأدلة إلى أن عددًا من الجثث لم يتمكن أحد من انتشالها بسبب الظروف الخطرة.
ومع استمرار البحث عن المصير الحقيقي للمختفين، يظل العديد من عائلات الضحايا بلا إجابات، تحيطهم حالة من الحزن العميق وعدم اليقين.
هذا التحقيق يسلط الضوء على الانتهاكات المحتملة في مناطق النزاع ويثير تساؤلات حول ضرورة احترام القوانين الإنسانية الدولية وحماية المدنيين أثناء الحروب.



