رياضة

أزمة ريال مدريد تتصاعد… وتشابي ألونسو على أبواب الرحيل

شروق محمد

تبدو نهاية مشوار تشابي ألونسو مع ريال مدريد وشيكة، بعدما وصلت التوترات داخل غرفة الملابس إلى مرحلة يصعب معها الاستمرار. فحتى الجولة الماضية، كان هناك بصيص أمل بأن يتمكن اللاعبون والمدرب من إكمال الموسم على مضض، إلا أن الواقع أثبت أن حجم الشرخ داخل الفريق أكبر بكثير من مجرد خلافات عابرة أو سوء في النتائج.

فمنذ انتهاء الحقبة الذهبية لريال مدريد عام 2018 برحيل كريستيانو رونالدو وتحقيق الثلاثية التاريخية، دخل النادي مرحلة بناء جديدة. اعتمدت الإدارة على مجموعة من المواهب الشابة القادمة من البرازيل والأوروغواي مع بعض العناصر الأوروبية، لكن هذا المشروع لم يثبت أنه مبني على أساس فني متكامل أو رؤية تكتيكية واضحة.

وبرغم قدرة زين الدين زيدان وكارلو أنشيلوتي على تحقيق الألقاب مع هذا الجيل، فإن نجاحهما اعتمد –وفق مراقبين– على العشوائية والارتجال لا على منظومة لعب متماسكة. فقد كان الفريق في أفضل حالاته عندما ينجرّ الخصم إلى الفوضى داخل الملعب، وهو ما ظهر بوضوح في دوري الأبطال عامي 2022 و2024.

ومع ذلك، فإن الموسم الأخير لأنشيلوتي كشف هشاشة الفريق، إذ خرج ريال مدريد من البطولات بخيبات كبيرة ونتائج قاسية أمام فرق منظمة تكتيكياً كبرشلونة وأرسنال، ما أكد أن الاعتماد على الفوضى لا يمكن أن يكون مشروعاً طويل الأمد.

وجاء التعاقد مع تشابي ألونسو صيفاً كبداية لمرحلة أكثر انضباطاً، فهو مدرب يحمل فكراً واضحاً وقواعد صارمة. إلا أن محاولته لفرض نظام جديد اصطدمت –وفق الوصف– بلاعبين لا يمتلكون الأسس التكتيكية الضرورية، ولا الرغبة في الالتزام بالتوجيهات الفنية. فالفريق اعتاد لسنوات على الحرية المطلقة داخل الملعب، ما جعل عملية الإصلاح شبه مستحيلة.

وباتت الإدارة أمام خيارين لا ثالث لهما:

  1. منح تشابي ألونسو فرصة كاملة حتى نهاية الموسم، ثم إجراء عملية تطهير شاملة في الصيف وبناء فريق يتناسب مع فلسفته.

  2. الاستجابة لضغط غرفة الملابس وإقالة المدرب، على أمل أن يتمكّن اللاعبون من إنهاء الموسم بأقل الخسائر.

ويبقى السؤال الأهم: بعد ما شهدته الإدارة من تمرد داخل الفريق، هل ستختار الحزم وإعادة الهيكلة، أم ستستمر في النهج ذاته الذي أدى إلى تكرار الأزمات؟ الجواب يبقى معلقاً بين قرارات فلورنتينو بيريز وخوسيه أنخيل سانشيز.

وفي كل الأحوال، يبدو أن هذا الموسم أصبح رسمياً موسمًا للنسيان، وأن رحيل تشابي ألونسو بات مسألة وقت ليس إلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى