مصر.. زيادة طاقة الاستيعاب الفندقية بدعم عالمي

تشهد مناطق الجذب السياحي في مصر موجة غير مسبوقة من التوسع الفندقي، مدفوعة بضخامة المشروعات القائمة وتسارع الاستثمار الأجنبي، خاصة من منطقة الخليج، لدعم هدف الحكومة المصرية بمضاعفة أعداد السياح الوافدين.
وتمثل مجموعة “أكور” العالمية مثالاً واضحاً على هذا الزخم، حيث تطرح في السوق حالياً ثمانية من أصل تسعة مشاريع فندقية مخطط لها، لتستحوذ على نسبة 96% من الطاقة الاستيعابية الجديدة ضمن علامات تجارية فاخرة مثل “ريكسوس” و”فيرمونت” و”إم جاليري”. وتتولى مجموعة “هيلتون” تطوير المشروع المتبقي ضمن علامة “كيوريو”.
ويتركز النمو بشكل مكثف على طول السواحل المصرية، حيث تتسارع عمليات الإنشاء لإضافة آلاف الغرف في مناطق كانت تعتبر هامشية سابقاً. وتتصدر هذه المناطق: العين السخنة (2000 غرفة)، والساحل الشمالي (1500 غرفة)، ومرسى علم (1400 غرفة)، والغردقة (820 غرفة).
ويأتي هذا التوسع وسط تسارع كبير في الاستثمار الأجنبي المباشر. إذ يستهدف المستثمرون الخليجيون بتركيز كبير السواحل الشمالية والبحر الأحمر. وتجهز الكويت استثمارات ضخمة في كلتا المنطقتين، بينما تستكشف قطر فرصاً استثمارية على طول الساحل الشمالي. ويظل مشروع تطوير رأس الحكمة، الذي تقوده شركة ADQ الإماراتية، الأضخم بقيمة 35 مليار دولار، والذي سيحول 170 مليون متر مربع إلى مدينة متكاملة من الجيل التالي. كما تسعى شركة “هورايزون مصر للتطوير” الإماراتية للحصول على 180 فداناً على الساحل الشمالي لإنشاء مجمع سياحي متكامل.
تهدف الحكومة المصرية من خلال هذه الطفرة إلى مضاعفة عدد السياح الوافدين سنوياً من 15.7 مليون إلى 30 مليوناً بحلول عام 2030، وهو ما يتطلب زيادة الطاقة الاستيعابية للفنادق من 228 ألف غرفة حالياً إلى 500 ألف غرفة. ولدعم هذا الهدف الطموح، أطلقت الحكومة برنامج قروض مدعومة بقيمة 50 مليار جنيه مصري، يهدف إلى مساعدة شركات السياحة على التوسع في مدن تاريخية مثل الأقصر وأسوان والقاهرة الكبرى والمناطق الساحلية الرئيسية.
على الرغم من قوة المشاريع قيد الإنشاء، يواجه القطاع تحدياً يتمثل في انخفاض معدلات التسليم وطول فترات التنفيذ. ففي عام 2024، لم يتم تسليم سوى ثلاثة فنادق من أصل اثني عشر فندقاً مخططاً لافتتاحه، مما يمنح مصر معدل إنجاز بنسبة 25%، وهو معدل أقل من المتوسط الأفريقي البالغ 38%. ومع ذلك، يسود التفاؤل مع الإعلان عن افتتاح 154 فندقاً في مصر هذا العام.
ويأتي هذا المشهد في إطار نمو أوسع لقطاع الضيافة الأفريقي، حيث تطور سلاسل الفنادق في جميع أنحاء القارة 577 فندقاً تضم أكثر من 104 آلاف غرفة. وقد شهدت شمال أفريقيا أسرع نمو في عام 2025 بنسبة 23%، متفوقة على أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وسجلت أفريقيا في عام 2024 افتتاح 59 فندقاً جديداً، أي أكثر من ضعف الرقم المسجل في عام 2023، مما يشير إلى أقوى أداء بعد الجائحة وتحسن ظروف التمويل.



