
في الأسابيع الأولى بعد الولادة تمر معظم الأمهات بحالة من القلق والارتباك نتيجة التغير المفاجئ في حياتهن اليومية وكثرة متطلبات المولود الجديد. وبينما تعتقد بعض الأمهات أن العناية بالرضيع تحتاج إلى مجهود كبير أو جدول صارم، توضح الدكتورة سامية عبد العاطي، أستاذة أمراض النساء والولادة، أن السر يكمن في وضع روتين بسيط يعتمد على تكرار الخطوات نفسها في ترتيب واضح وفترات زمنية متقاربة، مما يمنح الطفل شعوراً بالاستقرار ويساعد الأم على تنظيم يومها بسهولة.
تؤكد الدكتورة عبد العاطي أن بشرة المولود تمر بتغيرات طبيعية خلال الأيام الأولى وقد تظهر عليها علامات مزعجة ظاهرياً مثل البقع أو الانتفاخ، لكنها غالباً لا تستدعي القلق. المهم هو أن تتمكن الأم من التمييز بين الحالات العادية وتلك التي تتطلب استشارة طبية، فالمعرفة تمنحها ثقة وطمأنينة في التعامل مع مولودها.
فوائد الروتين اليومي للمولود
• يمنح الطفل شعوراً بالأمان لارتباطه بنظام ثابت ومتكرر.
• يقلل من نوبات البكاء لأنه يساعد المولود على التنبّه لأوقات الأكل والنوم.
• يحسّن نوعية النوم ويُسهم في تنظيم الساعة البيولوجية.
• يساعد الأم على إدارة يومها بوضوح وتخصيص وقت لراحتها.
• يدعم النمو العقلي والحسي للرضيع من خلال أنشطة التواصل واللمس والحركة.
ملامح الروتين في الأسابيع الأولى
يقوم اليوم على ثلاث مراحل أساسية تتكرر: الرضاعة، ثم اليقظة الهادئة، يليها النوم. بعد استيقاظ الطفل يُفضّل بدء اليوم بالرضاعة، ثم منحه فترة قصيرة من الهدوء واللعب البسيط قبل أن يُعاد للنوم عند ملاحظة علامات النعاس.
النوم النهاري يكون على شكل قيلولات قصيرة من نصف ساعة إلى ساعتين في بيئة هادئة ودرجة حرارة معتدلة، مع إمكانية لف الطفل بلطف لتقليل حركاته المفاجئة.
أما الرضعات فتتكرر كل ساعتين إلى ثلاث ساعات خلال النهار، ما يساعد على منع المغص والغازات. يمكن للأم اتباع دائرة يومية بسيطة: رضاعة، يقظة قصيرة، ثم نوم.
وقت اليقظة
لا يحتاج المولود إلى فترات طويلة من اللعب، بل تكفي 15 إلى 20 دقيقة من أنشطة بسيطة مثل تغيير الحفاض، حديث هادئ، لمس اليدين والقدمين، أو وقت قصير للنوم على البطن لتقوية عضلاته.
الروتين المسائي
من المهم تهيئة الطفل تدريجياً للنوم الليلي عبر خطوات متكررة تبدأ في حدود السابعة مساءً وتشمل: حمام دافئ، ارتداء ملابس النوم، رضاعة في جو هادئ، ثم وضعه في سريره وهو شبه نائم. مع الوقت، يتعلم الرضيع أن هذه الإشارات تعني وقت النوم.
التعامل مع الأيام الصعبة
في بعض الأيام قد يبكي الطفل دون سبب واضح أو يرفض النوم، وهذا طبيعي. المطلوب من الأم الصبر والاستمرار في تكرار الروتين دون ضغط أو مثالية، فمع الوقت يتفاعل الطفل معه ويعتاد عليه.
مؤشرات نجاح الروتين
• انخفاض نوبات البكاء.
• تحسن النوم الليلي.
• انتظام الرضعات.
• زيادة الوزن بمعدل صحي.
• شعور عام بالهدوء والاستقرار.
أخطاء شائعة ينبغي تجنبها
• ترك الطفل مستيقظاً لفترات طويلة.
• إرضاعه كلما بكى دون التحقق من السبب.
• الاعتماد على الهز للنوم.
• تغيير مكان النوم باستمرار.
• عدم التفريق بين الليل والنهار.
نموذج يومي مقترح
• 7:00 صباحاً: استيقاظ ورضاعة.
• 7:30: يقظة قصيرة ثم نوم.
• 9:00 – 10:00: رضاعة جديدة.
• 11:00: وقت يقظة ثم قيلولة.
• 1:00 ظهراً: رضعة.
• 3:00: قيلولة جديدة.
• 5:00: رضاعة.
• 6:00: استحمام ووقت يقظة.
• 7:00: بدء روتين النوم الليلي.
• 8:00: نوم مع رضعات متقطعة حسب الحاجة.



