
يلجأ كثيرون إلى تناول الثوم على الريق أملاً في فقدان الوزن، وسط تساؤلات متكررة حول مقدار التأثير الفعلي لهذه العادة الشائعة. ويعد الثوم من أقدم النباتات التي عُرفت بفوائدها الصحية الواسعة، نظراً لاحتوائه على مجموعة كبيرة من الفيتامينات والمعادن، من أبرزها فيتامين C وفيتامين B6 والمنجنيز والكالسيوم والفوسفور، إضافة إلى خصائصه المضادة للأكسدة والبكتيريا.
ورغم قيمته الغذائية العالية، يتميز الثوم بانخفاض سعراته الحرارية، إذ تحتوي 3 جرامات منه على 4.5 سعر حراري فقط، مما يجعله خياراً مثالياً ضمن الأنظمة الغذائية الهادفة لإنقاص الوزن. وتشير دراسات منشورة في مجلات متخصصة إلى أن للثوم قدرة محتملة على خفض نسبة الكوليسترول، وتعزيز حرق الدهون، والحدّ من نشاط بعض الجينات المسؤولة عن تخزين الدهون في الجسم.
ولا توجد أرقام دقيقة حول مقدار الوزن الذي يمكن خسارته بتناول الثوم، إلا أن دراسة أجريت على مجموعة من النساء لمدة 12 أسبوعاً أظهرت تحسناً ملحوظاً في كتلة الجسم عند دمج تناول الثوم مع ممارسة الرياضة. كما سجّلت تجربة أخرى أجريت على فئران مصابة بالسمنة انخفاضاً في الوزن تراوح بين 11% و21% بعد 7 أسابيع من استهلاك الثوم.
ولا تتوقف فوائد الثوم عند مساعدة الجسم على فقدان الوزن، إذ كشفت أبحاث عديدة عن دوره في دعم صحة القلب، خفض ضغط الدم، تحسين المناعة، الوقاية من بعض السرطانات، مكافحة التسمم بالمعادن الثقيلة، تقوية العظام، وحماية الجسم من الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر.
لكن الخبراء يحذرون من بعض الآثار الجانبية المحتملة، مثل الغازات والانتفاخ ورائحة الفم القوية، إضافة إلى ضرورة تجنب تناوله مع أدوية سيولة الدم. كما يُنصح الحوامل والمرضعات باستشارة الطبيب قبل إضافته بكميات كبيرة إلى النظام الغذائي.
ويبقى السؤال مطروحاً: هل يمكن أن يكون الثوم على الريق وسيلة فعّالة لخسارة الوزن؟ الإجابة ترتبط بنمط الحياة الكامل، من غذاء متوازن ونشاط بدني منتظم، بينما يظل الثوم مجرد عامل مساعد وليس حلاً سحرياً.



