مادورو يستعرض بالسيف في كاراكاس ويصعّد لهجته ضد واشنطن

شهدت العاصمة الفنزويلية كاراكاس عرضًا تعبويًا لافتًا ظهر خلاله الرئيس نيكولاس مادورو مرتديًا الزي العسكري وهو يلوّح بسيف أمام تجمع جماهيري، في مشهد حمل دلالات سياسية واضحة، خاصة في ظل التوتر المتجدد بين فنزويلا والولايات المتحدة برئاسة دونالد ترامب.
وجاءت الفعالية ضمن الاحتفال بمرور مئتي عام على تسليم سيف بيرو التاريخي لزعيم التحرر في أمريكا الجنوبية سيمون بوليفار، إلا أن خطاب مادورو ابتعد عن الطابع الرمزي للمناسبة وتجه نحو رسائل دفاعية وهجومية في آنٍ واحد.
وقال مادورو، بحسب ما نقلته صحيفة نيويورك بوست، إن الشعب الفنزويلي يجب أن يكون “مستعدًا للدفاع عن كل شبر من الوطن ضد أي تهديد إمبريالي أو عدوان خارجي”، مؤكداً أن “الأرض الفنزويلية مقدسة ويجب صونها”.
ورغم أنه تجنب ذكر الرئيس الأميركي بالاسم، إلا أنه تحدّث عن “تهديدات إمبريالية جديدة يقودها اليمين الدولي المتطرف”.
ويأتي هذا التصعيد الكلامي بالتزامن مع ما تقول واشنطن إنها عمليات تستهدف شبكات تهريب المخدرات المرتبطة بفنزويلا.
وتشير تقارير أمريكية إلى مقتل أكثر من 80 شخصًا خلال عمليات عسكرية ضد قوارب يُشتبه في نقلها المخدرات باتجاه السواحل الأميركية، وكان عدد كبير منها قد انطلق من المياه الفنزويلية.
وتستمر الولايات المتحدة في عدم الاعتراف بمادورو رئيسًا شرعيًا، معتبرة أن الانتخابات التي جاءت بولايته الثالثة العام الماضي افتقرت إلى شروط النزاهة.
في المقابل، يرى حلفاء مادورو أن واشنطن تستغل مزاعم الجريمة المنظمة للتدخل في الشؤون الفنزويلية، ويتهمونها بالسعي إلى السيطرة على الثروات الطبيعية الضخمة للبلاد.
وقالت نائبة الرئيس دلسي رودريغيز في تصريحات حادة إن “الولايات المتحدة تريد الاستحواذ على نفط فنزويلا وغازها وذهبها دون مقابل”.
ويعد هذا الظهور جزءًا من سلسلة تحركات لافتة لمادورو خلال الأسابيع الأخيرة. فقد ظهر مؤخرًا وهو يقلّد بعض حركات ترامب بشكل ساخر خلال تجمع طلابي، ورقص على ريمكس لشعارات مناهضة للحروب. كما أدى أغنية *Imagine* الشهيرة لجون لينون، مضيفًا أنه يسعى إلى “السلام مع الولايات المتحدة”.



