أزمة الهدنة في غزة بين خروقات وضغوط إسرائيلية.. ماذا حدث؟
شهد ملف تبادل الجثامين بين الفصائل الفلسطينية و إسرائيل تطورات متسارعة خلال الأيام الماضية، وسط اتهامات متبادلة بالتباطؤ وخرق بنود الهدنة، وتفاقم الوضع الإنساني في غزة.
ويأتي تسليم رفات أحد الرهائن إلى إسرائيل عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ليعيد الجدل حول مستقبل التهدئة، وإمكان استمرارها في ظل التعقيدات الميدانية والسياسية والإنسانية المحيطة بالملف.
إعلان الفصائل وتسليم الرفات عبر الصليب الأحمر
قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، إنهما ستسلمان إلى إسرائيل رفات أحد المحتجزين عند الساعة الرابعة مساء الثلاثاء. وتم لاحقًا التأكيد أن مسلحين فلسطينيين سلموا الرفات إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي نقلتها بدورها إلى الجانب الإسرائيلي.
ولم تؤكد إسرائيل بعد ما إذا كانت الرفات تعود لأحد الرهائن الثلاثة الذين يعتقد أنهم ما زالوا داخل قطاع غزة. ومن المنتظر إجراء فحوصات جنائية متخصصة للتثبت من الهوية، في وقت تتابع فيه عائلات الرهائن الملف باهتمام بالغ وسط ضبابية ومعلومات شحيحة.
اقرأ أيضاً:مصر تتصدر المشهد الدولي.. السيسي يؤكد: نعمل على وقف انتهاكات اتفاق غزة
هدنة هشة واتفاق يتعرض للضغط
تندرج عملية التسليم ضمن الهدنة التي تم التوصل إليها الشهر الماضي برعايةأمريكية، والتي لا تزال قائمة رغم تصاعد التوترات الميدانية.
وتشير المعلومات إلى أن حركة الجهاد الإسلامي عثرت على الجثمان في مخيم النصيرات وسط القطاع قبل أيام، فيما أكدت حماس استعدادها لتسليمه إلى الصليب الأحمر في الموعد المحدد.
ومنذ بدء الهدنة في العاشر من أكتوبر، سلمت الفصائل الفلسطينية جثامين 25 من الرهائن، فيما ما زال ثلاثة رهائن في غزة بحسب التقديرات الإسرائيلية. لكن بطء العملية يثير قلقًا متزايدًا، إذ تؤكد إسرائيل أن التأخير يشكل خرقًا للاتفاق، بينما تتهم حماس تل أبيب بأنها توفر ظروفًا ميدانية تمنع انتشال بقية الجثامين، خصوصًا تلك المدفونة تحت الأنقاض نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة منذ عامين.
وهددت إسرائيل بإعادة إطلاق عملياتها العسكرية أو التضييق على دخول المساعدات الإنسانية إذا لم تستكمل عملية التسليم في وقت قريب، ما يزيد الضغوط على الهدنة المرهونة بتعاون الطرفين.
إعادة جثامين فلسطينيين وصعوبات في التعرف اليها
في المقابل، أعادت إسرائيل منذ بدء الهدنة جثامين 330 فلسطينيًا إلى غزة. لكن وزارة الصحة في القطاع تواجه صعوبات هائلة في التعرف إلى الجثث بسبب نقص معدات الفحص الجيني.
وأعلنت الوزارة أنها تمكنت من تحديد هوية 95 جثمانًا فقط حتى الآن، رغم اعتمادها على سجلات دقيقة ومعتمدة لدى خبراء مستقلين.
ولم تكشف إسرائيل عن تفاصيل هويات الجثامين التي أعادتها، ما يزيد من معاناة العائلات الفلسطينية التي تنتظر معلومات واضحة حول مصير أبنائها.
اقرأ أيضاً:مصر تتصدر المشهد الدولي.. السيسي يؤكد: نعمل على وقف انتهاكات اتفاق غزة
أزمة إنسانية تتفاقم بفعل الأمطار ونقص المساعدات
إلى جانب التعقيدات السياسية، يواجه سكان غزة ظروفًا إنسانية تزداد قسوة. فقد أدت الأمطار الغزيرة إلى تشريد آلاف العائلات مجددًا، وزادت من معاناتهم في ظل انعدام مقومات الحياة الأساسية.
وحذرت منظمات دولية، أبرزها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، من نقص كبير في الغذاء ومواد التدفئة، داعية إسرائيل إلى تخفيف القيود المفروضة على دخول المساعدات.
ورغم وجود هدنة معلنة، فإن الضربات الإسرائيلية لم تتوقف بالكامل، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا الذين يسقطون خلال أيام الهدنة، سواء من خلال الهجمات الجديدة أو من خلال انتشال جثامين ضحايا سبق أن فقدوا خلال المعارك.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن عدد القتلى الفلسطينيين ارتفع إلى 69 الفا وسبعمائة وخمسة وسبعين قتيلًا، إضافة إلى اكثر من 170 الف جريح، منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع. وتشير الوزارة إلى أن النساء والاطفال يشكلون الغالبية العظمى من الضحايا.
اجتماع حماس في القاهرة: بحث خروقات الهدنة ومستقبل مراحل الاتفاق
أعلنت حركة حماس أن وفدًا رفيع المستوى منها عقد لقاءً في القاهرة مع رئيس جهاز المخابرات المصرية لبحث ما وصفته بخروقات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار، بينما كان الفلسطينيون في غزة يشيعون ضحايا الهجمات الأخيرة.
وقالت الحركة في بيان الأحد إنها جددت التزامها بالمرحلة الأولى من الاتفاق خلال لقائها مع حسن رشاد، لكنها اتهمت إسرائيل بارتكاب “انتهاكات مستمرة” تهدد بتقويض مسار الهدنة، داعية إلى وضع آلية واضحة بإشراف الوسطاء لتوثيق أي خرق ووقفه.
وذكرت حماس أنها ناقشت أيضًا مع المسؤولين المصريين سبل إيجاد حل عاجل لأزمة مقاتليها المحاصرين في شبكات الأنفاق برفح داخل مناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية.
وتستند المرحلة الأولى من الاتفاق، وفق خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى تبادل الأسرى والمحتجزين، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وفتح معبر رفح مع مصر، بينما تنص المرحلة الثانية على إدارة غزة عبر لجنة فلسطينية تكنوقراطية تحت إشراف “مجلس السلام” الذي يقوده ترامب، مع نشر قوة دولية مؤقتة لتأمين الحدود وتدريب الشرطة وتجريد القطاع من السلاح.
غير أن الحركة تؤكد أنها لن تتخلى عن سلاحها طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي، في حين تنص الخطة على عدم إجبار الفلسطينيين على مغادرة القطاع، وعلى أن إسرائيل لن تحتل أو تضم أي جزء منه.
اقرأ أيضاً:إسرائيل توقّع عقدًا بمليارات الدولارات لمضاعفة إنتاج صواريخ «القبة الحديدية» بتمويل أمريكي
قتلى جدد وقلق متزايد على مستقبل الهدنة
على صعيد التطورات الميدانية، أعلنت وزارة الصحة في غزة يوم الثلاثاء أن القوات الإسرائيلية قتلت ثلاثة فلسطينيين شرق خان يونس، في أحدث حلقات العنف منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار الشهر الماضي، كما وصلت إلى المستشفيات جثامين 14 شخصًا آخرين تم انتشالهم من تحت الركام خلال اليوم السابق.
وبذلك ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 345 منذ بدء الهدنة في 11 أكتوبر، ما يعكس هشاشة الوضع الميداني، ويطرح أسئلة كبيرة حول قدرة الاتفاق على الصمود في ظل استمرار الخروقات.
بين رهائن متعثرين وخروقات متواصلة: خبراء يحذرون من مساعٍ إسرائيلية لإفشال الهدنة
وفي سياق متصل، أكدت الكاتبة والمحللة السياسية تمارا حداد، في تصريحات خاصة لـ”داي نيوز”، أن الوساطة المصرية تُعد الأكثر قدرة على ضبط التصعيد وضمان الالتزام بالهدنة لعدة اعتبارات أساسية. وأوضحت أن مصر معنية بإنهاء الحرب بشكل كامل حفاظًا على أمنها القومي، فضلًا عن خبرتها التاريخية الطويلة في إدارة ملفات القضية الفلسطينية، وقدرتها على قيادة التهدئات واحتواء الحروب التي شهدها قطاع غزة عبر سنوات.

وأضافت تمارا أن لمصر حضورًا واسعًا داخل تفاصيل ملف غزة، نظرًا لعلاقتها المباشرة مع الفصائل الفلسطينية، وامتلاكها قنوات اتصال فعالة مع كل من الفصائل وإسرائيل في الوقت نفسه، وهو ما يمنحها قدرة على التدخل السريع لمعالجة أي خرق قد ينسف الهدنة أو يهدد استمراريتها. وأشارت إلى أن القاهرة تدرك تمامًا أن هناك أطرافًا إسرائيلية تعمل على إحباط الهدنة أو إفشالها، لذلك تتحرك بمرونة وحنكة لاحتواء التصعيد قدر المستطاع، رغم أنها قد لا تستطيع إنهاءه بشكل كامل، إلا أنها قادرة على منع انزلاق المواجهة إلى حرب مفتوحة.
وتابعت تمارا أن قدرة مصر على الحفاظ على وقف إطلاق النار ترتبط أيضًا باعتبارات سياسية وأمنية، إذ تسعى القاهرة إلى تحويل الهدنة الحالية إلى تهدئة طويلة الأمد، بما يخدم استقرار المنطقة. كما تحاول الضغط على الجانب الأمريكي من خلال ثقلها السياسي، لحثّ الأطراف الدولية الموقعة على اتفاق وقف إطلاق النار وخطة ترامب نحو تحمل مسؤولياتها ودفع الأمور نحو استقرار دائم داخل قطاع غزة. وأضافت أن الوساطة المصرية، إلى جانب الوساطات القطرية والتركية والدعم الأمريكي، تتحرك في إطار ديناميكيات معقدة الهدف منها منع انهيار الهدنة ومنحها ضمانات تسمح باستمرارها.
وفي ما يتعلق حول تأثير تباطؤ عملية تبادل الجثامين والخلاف حول هوية الرهائن، أوضحت تمارا أن هذا الأمر يخلق حالة توتر متصاعدة، لأن الجانب الإسرائيلي يستغل مسألة التأخير كورقة ضغط تحول دون الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تتطلب من إسرائيل الانسحاب من قطاع غزة، ومن حركة حماس استحقاقات موازية. وأكدت أن أي تأخير في تنفيذ بنود اتفاق تبادل الجثامين أو الرهائن يزيد من الشكوك المتبادلة بين الأطراف، ويضغط على الهدنة، ويجعلها أكثر هشاشة، بل قابلة للانهيار في أي لحظة.
وأضافت أن الخلاف حول هوية بعض الرهائن ملف حساس للغاية، لأنه يعطي انطباعًا بوجود مماطلة، ما قد تستخدمه إسرائيل ذريعة للعودة إلى القتال. وأشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعيش حالة ارتباك داخلي بسبب أزماته القضائية وصراعاته مع المعارضة وتوتراته مع المؤسسة العسكرية، إضافة إلى الضغوط المتعلقة بجبهات لبنان وسوريا. ولذلك، فهو يحاول الهروب إلى الأمام عبر البحث عن مبررات لاستئناف الحرب على غزة، باعتبارها، كما تقول حداد، “نقطة كسر” بالنسبة له ولمحور إقليمي يتهمه بالتأثير على الأوضاع في القطاع.
وأوضحت أن اتهام نتنياهو لحركة الجهاد الإسلامي بخرق الاتفاق يحمل دلالات سياسية واضحة، إذ يسعى إلى تحميل الفصائل المسؤولية عن هشاشة الهدنة، وإبعاد اللوم عن إسرائيل، وتحضير الرأي العام الداخلي والخارجي لاحتمال العودة إلى العمليات العسكرية. كما يحاول إعادة رسم شروط الهدنة بطريقة تمنع الانتقال إلى المرحلة الثانية، من خلال تصوير الجهاد الإسلامي كطرف معرقل، بما يدفع حماس لتحمل عبء ضبط بقية الفصائل، ويزيد الضغط على الوسطاء.
واختتمت تمارا بالتأكيد على أن الوساطة المصرية ما تزال قادرة بقوة على حماية وقف إطلاق النار وتسريع تنفيذ آليات تبادل الرهائن، وتمتلك القدرة على الضغط على حركة الجهاد الإسلامي لمنع إسرائيل من استغلال أي خرق كذريعة للعودة إلى القتال، مشيرة إلى أن القاهرة كانت ولا تزال الطرف الأكثر فاعلية في منع الانهيار الكامل للهدنة، رغم كل التحديات التي تحيط بالمشهد.
من جانبه يرى الدكتور أيمن الرقيب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس في تصريحات خاصة لـ”داي نيوز”،أن القاهرة تبذل منذ اندلاع الحرب جهودًا حثيثة لوقفها، إدراكًا منها لخطط الاحتلال الرامية إلى إطالة أمد القتال ودفع السكان نحو التهجير. وأوضح أن فكرة التهجير لم تغب يومًا عن الذهنية الإسرائيلية، وقد ظهرت مؤشرات عليها أكثر من مرة خلال الأسابيع الأخيرة، إلا أن القاهرة، رغم إدراكها لهذه المخاطر، حافظت على أعلى درجات ضبط النفس، وتعاملت بدبلوماسية عالية، وفي الوقت ذاته وضعت الاحتلال في مأزق من خلال كشف ممارساته وخروقاته المتواصلة، ما يعكس قدرة مصر على تجاوز عديد العثرات حتى اللحظة.

وأضاف الرقب أن الانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية من الاتفاق يعد من أكثر المراحل حساسية، لافتًا إلى أن هذا الانتقال لم يتم حتى الآن رغم صدور القرار 2803، الذي منح مصر دورًا محوريًا في المراحل المقبلة. وأشار إلى وجود ملف حساس يتعلق بما تبقى من الرهائن الإسرائيليين، حيث تؤكد المعطيات بقاء اثنين فقط منهم، في وقت أرسلت فيه القاهرة معدات خاصة وبذلت جهودًا للوصول إلى بقية الجثامين بالتنسيق مع المقاومة، معتبرًا أن هذا الملف يجب تجاوزه سريعًا للانتقال إلى المرحلة التالية.
وشدد الرقب على أن الاحتلال هو الطرف الذي يعطل الانتقال إلى المرحلة الثانية، إذ يسعى لاستمرار الهجوم على غزة، ويميل إلى توسيع دائرة التصعيد في لبنان، وهو ما يتجلى في الاستهدافات المكثفة لمناطق القطاع. وكشف أن عدد الشهداء في غزة منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر وحتى الآن تجاوز 300 شهيد، فضلًا عن عشرات الخروقات الإسرائيلية اليومية وقصف المنطقة الصفراء التي يصنفها الاحتلال مسرحًا لعملياته، ما يعكس بوضوح رغبة إسرائيلية في توسيع نطاق النار.
وأشار إلى الفيديو الذي نشره الاحتلال قبل يومين، والذي زعم فيه أن أحد المقاتلين حاول إطلاق النار، موضحًا أنه حتى لو افترضنا صحة الفيديو وعدم إنتاجه بوسائل الذكاء الاصطناعي، فقد يكون الأمر تصرفًا فرديًا من أي شخص قرر الاشتباك، لكن ذلك لا يعكس منهج المقاومة التي التزمت بوقف إطلاق النار بشكل واضح.
ولفت الرقب إلى أن الاحتلال يدرك تراجع قدرة غزة على خوض اشتباكات واسعة، ولذلك يحاصر ما تبقى من المقاتلين الذين تقطعت بهم السبل في رفح، كما يرفض أي اتفاق سواء برعاية أمريكية أو غير أمريكية، ويواصل عملياته داخل القطاع. ورأى أن المشكلة الأساسية تكمن في أن الاحتلال لا يريد تجاوز الخروقات، وهو الذي ارتكب عشرات الانتهاكات خلال أكثر من أربعين يومًا من الهدنة، مؤكدًا أنه حتى في حال تسجيل خرق فردي من أي طرف، فإن خروقات الاحتلال تبقى الأكبر والأخطر.
واستغرب الرقب صمت مجلس الرفاق العسكري الذي تشكل مع دخول اتفاق ترامب حيز التنفيذ واتخذ من كريات جات، الفلوجة سابقًا، مقرًا له. وقال إن المجلس لم يصدر حتى الآن أي موقف يحدد المسؤول عن الخروقات أو يقترح آليات للمعالجة، رغم تعدد الانتهاكات الإسرائيلية، محملًا هذا المجلس مسؤولية كبيرة في ظل صمته غير المبرر.
وأردف أن المقاومة تواصل التزامها الكامل ببنود الاتفاق، بينما الطرف الذي يتهرب من تطبيقه هو الاحتلال الإسرائيلي. وكشف عن تقارير صحفية، أبرزها ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال قبل أيام، تتحدث عن مخطط أمريكي إسرائيلي لتقسيم غزة إلى منطقتين، خضراء وصفراء، بحيث يركز الإعمار في المنطقة الخضراء ويهمش الوضع الإنساني والمعماري في المنطقة الصفراء، ما يبقي القطاع في حالة تجزئة دائمة ويفتح الباب أمام اشتباكات متقطعة تستغل لفرض وقائع جديدة على الأرض.
واختتم الرقب بالتأكيد على أن استمرار هذا النهج سيجعل المشهد أكثر تعقيدًا، متمنيًا ألا تكون هذه الخطط سوى سيناريوهات إعلامية لا تعكس نوايا حقيقية على الأرض، وأن تنجح القاهرة في دفع الأطراف نحو انتقال حقيقي للمرحلة الثانية بما يضمن استقرار الوضع ووقف نزيف الدم في غزة.



