إسرائيل توقّع عقدًا بمليارات الدولارات لمضاعفة إنتاج صواريخ «القبة الحديدية» بتمويل أمريكي

وقعت وزارة الدفاع الإسرائيلية عقدًا ضخمًا بقيمة عدة مليارات من الدولارات مع شركة «رافائيل» لأنظمة الدفاع المتقدمة، يهدف إلى تسريع الإنتاج المتسلسل لصواريخ «تامير» الاعتراضية التي تُشكّل العمود الفقري لمنظومة «القبة الحديدية».
العقد يمول بالكامل من حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية التي أقرّها الكونجرس الأمريكي في أبريل 2024 بقيمة 8.7 مليار دولار، خصّص منها 5.2 مليار دولار تحديدًا لتطوير وتجديد أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي الإسرائيلية.
أسباب العقد الضخم
– تعويض الاستهلاك الهائل للصواريخ منذ أكتوبر 2023، حيث أُطلقت عشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف والمسيرات من غزة ولبنان وإيران واليمن والعراق.
– رفع الطاقة الإنتاجية لمواجهة حروب متعددة الجبهات مستمرة منذ أكثر من عامين.
– ضمان وجود مخزون استراتيجي كافٍ بعدما كشفت المواجهات الحالية عن مخاطر نفاد الصواريخ في حال استمرار الوتيرة العالية للهجمات.
الإنتاج المشترك مع الولايات المتحدة
سيتم تصنيع جزء كبير من الصواريخ الجديدة في مصنع مشترك بين «رافائيل» الإسرائيلية وشركة «رايثيون» الأمريكية في ولاية أركنساس، تم افتتاحه باستثمار 33 مليون دولار. المصنع سينتج:
– صواريخ «تامير» للقبة الحديدية الإسرائيلية.
– صواريخ «سكاي هانتر» التي تستخدمها قوات مشاة البحرية الأمريكية.
هو ما يمثّل نقلة نوعية في التعاون الصناعي العسكري بين البلدين، ويحوّل إسرائيل والولايات المتحدة إلى شريكين في سلسلة التوريد نفسها.
مواصفات «القبة الحديدية» باختصار
– دخلت الخدمة عام 2011.
– تُعترض الصواريخ والقذائف قصيرة المدى (4-70 كم) والمسيرات وبعض صواريخ الكروز.
– نسبة نجاح رسمية تتجاوز 90%.
– كل بطارية تحتوي على رادار متطور، مركز قيادة، و3-4 قاذفات تحمل كل منها 20 صاروخًا، وتغطي مساحة 150 كيلومترًا مربعًا.
– تطلق الصواريخ فقط على المقذوفات التي ستُصيب مناطق مأهولة أو منشآت حيوية بفضل خوارزميات ذكية.
الخطوة المستقبلية: الانتقال إلى الليزر
بالتوازي مع زيادة إنتاج الصواريخ، تواصل إسرائيل تطوير نظام «شعاع الحديد» الليزري عالي الطاقة، الذي وقّعت لأجله عقدًا بقيمة ملياري شيكل مع «رافائيل» و«إلبيت» أواخر 2024.
النظام الليزري سيُعالج التهديدات القصيرة المدى بتكلفة زهيدة جدًا لكل عملية اعتراض، مما سيُخفّف العبء عن صواريخ «تامير» ويُحفظها للتهديدات الأكثر تعقيدًا.
بهذا العقد الجديد، تعيد إسرائيل بناء مخزونها الدفاعي بعمق غير مسبوق، ترسّخ اعتمادها على الدعم الأمريكي المباشر في التمويل والإنتاج، وتستعد لمرحلة جديدة تجمع بين الصواريخ التقليدية والأسلحة الليزرية في شبكة دفاع جوي واحدة خلال السنوات القليلة المقبلة.



