مخاطر خفية في صبغات الشعر: من الحساسية الشديدة إلى الإصابة بالسرطان

تحتوي معظم صبغات الشعر الدائمة على مادة كيميائية تُعرف باسم “بارا-فينيلين ديامين” (PPD)، وهي المسؤولة الرئيسية عن ثبات اللون لأسابيع طويلة، لكنها في الوقت نفسه تعدّ مصدر قلق صحي كبير بسبب قدرتها على التسبب بمشاكل تتراوح من التحسس الجلدي البسيط إلى مخاطر أكثر خطورة.
أبرز المخاطر الصحية المرتبطة بـ PPD:
1. الحساسية الجلدية والالتهابات
حتى الكميات القليلة التي يمتصها الجلد أثناء الصبغ قد تثير رد فعل تحسسي قوي (التهاب الجلد التماسي). الأعراض تظهر عادة بعد 48-72 ساعة وتشمل احمرار شديد، تورم، حكة لا تُطاق، تقرحات، وأحياناً تساقط الشعر المؤقت في المنطقة المصابة.
نسبة الإصابة بالحساسية تصل إلى 1.5% بين عامة الناس، وترتفع إلى 6% لدى من لديهم تاريخ من الأكزيما أو الحساسية الجلدية.
2. مخاطر السرطان
صنفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) صبغات الشعر الدائمة على أنها “مسرطنة محتملة” عند التعرض المهني المتكرر (مثل مصففي الشعر). أما بالنسبة للاستخدام الشخصي العادي فالأدلة غير حاسمة تماماً، لكن دراسات طويلة الأمد (استمرت 36 عاماً) ربطت الاستخدام المكثف بزيادة طفيفة في خطر بعض الأنواع مثل:
– سرطان الثدي السلبي لمستقبلات الإستروجين.
– سرطان الخلايا القاعدية في الجلد.
3. التسمم الحاد (نادر لكنه قاتل)
في حال ابتلاع المادة عن طريق الخطأ أو بقصد الانتحار، تسبب PPD تورماً سريعاً في الوجه والحلق والمجاري التنفسية (وذمة وعائية)، مما يؤدي إلى فشل كلوي وحاد وموت في غضون ساعات إذا لم يُعالج فوراً.
بدائل أقل خطراً ونصائح وقائية:
– ظهرت في السنوات الأخيرة صبغات خالية من PPD تعتمد على مادة “كبريتات البارا-تولوين ديامين” (PTDS) كبديل أقل إثارة للحساسية، لكن نصف المصابين بحساسية PPD قد يتحسسون من PTDS أيضاً.
– الإجراء الذهبي: اختبار الحساسية دائماً قبل 48 ساعة من الاستخدام الكامل (ضعي كمية صغيرة خلف الأذن أو على ساعد اليد).
– استخدام القفازات، تهوية المكان جيداً، وعدم ترك الصبغة أكثر من الوقت المحدد.
– تفضيل الصبغات شبه الدائمة أو النباتية (الحناء، الكاموميل، إلخ) كخيار أكثر أماناً للاستخدام المتكرر.
بالرغم من أن مخاطر الاستخدام العرضي تبقى منخفضة نسبياً للأشخاص الأصحاء، إلا أن الخبراء ينصحون بتقليل الاعتماد على الصبغات الدائمة قدر الإمكان، خاصة لمن لديهم تاريخ حساسية أو يصبغون شعرهم شهرياً.



