خطة ترامب الجديدة للسلام في أوكرانيا: مقترح من 28 نقطة يثير جدلاً واسعاً

تسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إنهاء الصراع الروسي الأوكراني من خلال خطة سلام مفصلة تضم 28 نقطة، مستوحاة من النهج الذي أدى إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة مؤخراً.
أكد مسؤولون أمريكيون أن الخطة تهدف إلى فرض مقترح متعدد النقاط على الأطراف المتنازعة لدفعها نحو القبول، مع التركيز على وقف القتال الذي يدخل عامه الرابع.
تم صياغة الخطة بقيادة المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، بالتعاون مع وزير الخارجية ماركو روبيو وجاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب، وذلك بعد مشاورات مكثفة مع كيريل دميترييف، الشخصية الروسية المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين.
جرت هذه المباحثات دون مشاركة أوكرانية أو أوروبية بارزة في البداية، مما أثار دهشة وقلقاً في كييف وبروكسل.
أبرز بنود الخطة:
– تسليم منطقة الدونباس: تطالب أوكرانيا بالتنازل الكامل عن منطقة دونباس (لوغانسك ودونيتسك) لروسيا، بما يشمل الأجزاء التي لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية (نحو 14-15% من المنطقة حالياً).
– التخلي عن عضوية الناتو: تأجيل طموح كييف في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي لسنوات طويلة، مع رفض نشر قوات حفظ سلام دولية على الأراضي الأوكرانية لمنع أي هجوم روسي مستقبلي.
– ضمانات أمنية مقابل التنازلات: تقدم الولايات المتحدة ضمانات أمنية لأوكرانيا، مقابل تعهد روسي قانوني بعدم شن هجمات إضافية على أوكرانيا أو دول أوروبية أخرى.
– محاور رئيسية أخرى: تشمل الخطة أربعة محاور عامة تتناول السلام داخل أوكرانيا، والضمانات الأمنية، وأمن أوروبا بشكل عام، بالإضافة إلى مستقبل العلاقات الأمريكية مع موسكو وكييف.
أوضح مسؤول أمريكي رفيع أن هدف ترامب ليس استعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، بل وقف النزيف البشري والمادي في شرق أوكرانيا، حيث تواصل القوات الروسية تقدماً بطيئاً لكنه مستمر رغم التكاليف العالية.
ردود الفعل:
– في كييف: يُنظر إلى الخطة على أنها تكافئ العدوان الروسي وتشكل استسلاماً فعلياً، خاصة مع المكاسب الروسية الميدانية الأخيرة وفضائح الفساد التي تهز حكومة زيلينسكي، مما يضعف موقفه التفاوضي.
– في أوروبا: أعرب مسؤولون أوروبيون عن صدمتهم لعدم استشارتهم، معتبرين العديد من البنود غير مقبولة تقليدياً.
– في موسكو: أبدى دميترييف تفاؤلاً حذراً، مشيراً إلى أن الخطة تأخذ الموقف الروسي بعين الاعتبار لأول مرة بشكل جدي.
– من الإدارة الأمريكية: وصف روبيو الخطة بأنها “أفكار واقعية” تتطلب تنازلات صعبة من الجانبين، نافياً أن تكون إملاءً أمريكياً.
جاءت هذه التطورات بعد تعبير ترامب عن إحباطه من بوتين لعدم التوصل إلى اتفاق سريع، رغم وعوده الانتخابية بإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة.
أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الفريق الأمريكي مستمر في العمل على صيغة متوازنة ومقبولة، مع إصرار على عدم الاستسلام أمام التحديات.
يبقى مصير الخطة معلقاً بانتظار ردود رسمية من كييف وموسكو، وسط مخاوف من أن تؤدي التنازلات المطلوبة من أوكرانيا إلى تسهيل تقدم روسي إضافي في مناطق أخرى.



