أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء الموافق 19 نوفمبر 2025، أنه سيستقبل رئيس بلدية نيويورك المنتخب زهران ممداني في المكتب البيضاوي يوم الجمعة 21 نوفمبر الجاري.
جاء إعلان ترامب عبر منصته “تروث سوشيال”، حيث وصف ممداني بـ”رئيس بلدية نيويورك الشيوعي”، وقال إن الأخير هو الذي طلب اللقاء، مضيفاً أن التفاصيل الإضافية ستُعلن لاحقاً.
ويأتي هذا الاجتماع بعد أسابيع قليلة فقط من فوز ممداني في انتخابات رئاسة بلدية نيويورك التي جرت في 4 نوفمبر 2025، حيث هزم منافسيه الرئيسيين أندرو كومو (الذي ترشح كمستقل) وكورتيس سليوا (المرشح الجمهوري).
زهران ممداني، البالغ من العمر 34 عاماً، يُعد أول مسلم وأول أمريكي من أصول جنوب آسيوية (هندية-أوغندية) يتولى هذا المنصب، وهو أصغر رئيس بلدية للمدينة منذ أكثر من قرن.
ينتمي ممداني إلى الجناح اليساري الاشتراكي الديمقراطي داخل الحزب الديمقراطي، وقد بنى حملته الانتخابية على وعود بمواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة، مثل تجميد الإيجارات، جعل النقل العام مجانياً، وتوفير رعاية أطفال شاملة من خلال زيادة الضرائب على الأثرياء.
من جانبه، أكد ممداني فور فوزه رغبته في الحوار مع ترامب رغم الخلافات الأيديولوجية الجذرية بينهما، مشدداً على أن اللقاء سيركز على قضايا حيوية مثل غلاء المعيشة والأمن العام والاقتصاد، وأن فريقه تواصل بالفعل مع البيت الأبيض لترتيب ذلك.
وقال ممداني إنه مستعد للعمل مع أي جهة تساهم في خدمة سكان نيويورك، حتى لو كان ذلك مع إدارة تختلف معه جذرياً.
كان التوتر بين الرجلين قد بلغ ذروته خلال الحملة الانتخابية، حيث هاجم ترامب ممداني بشدة، وصفه بـ”الشيوعي” و”الخطر على أمريكا”، وهدد بقطع التمويل الفيدرالي عن المدينة في حال فوزه، بل وصل الأمر إلى التشكيك في جنسيته رغم أن ممداني حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018.
في المقابل، جعل ممداني معارضة سياسات ترامب، خاصة في مجال الهجرة والاقتصاد، محوراً رئيسياً لحملته، ووصف الرئيس في مناسبات سابقة بأنه يمثل “الفاشية”.
رغم هذا الصدام السابق، يبدو أن الجانبين يسعيان الآن إلى تهدئة الأجواء، خاصة أن نجاح إدارة نيويورك يعتمد جزئياً على التعاون مع الحكومة الفيدرالية.
ويتوقع أن يركز اللقاء على كيفية خفض تكاليف المعيشة التي أصبحت أبرز تحدٍّ يواجه سكان المدينة، بالإضافة إلى قضايا الأمن والتمويل الفيدرالي.
هذا اللقاء يعد خطوة نادرة تعكس الاستقطاب السياسي الحاد في أمريكا، لكنه قد يفتح الباب أمام تعاون عملي بين يسار تقدمي وإدارة جمهورية محافظة، في وقت تواجه فيه نيويورك تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة.
