جنوب أفريقيا ترفض الضغط الأمريكي وتتمسك بإصدار بيان قادة مجموعة العشرين

أعلنت جنوب أفريقيا، يوم الأربعاء، رفضها القاطع لطلب الولايات المتحدة بعدم إصدار بيان ختامي مشترك لقادة دول مجموعة العشرين خلال القمة المقررة يومي 22 و23 نوفمبر الجاري في جوهانسبرغ، مؤكدة أن غياب واشنطن عن الاجتماع يحرمها من أي تأثير على نتائجه.
وأكد مسؤولون جنوب أفريقيا تلقيهم مذكرة دبلوماسية من السفارة الأمريكية في بريتوريا نهاية الأسبوع الماضي، تؤكد فيها الولايات المتحدة عدم مشاركتها في القمة تماماً، وتطالب بعدم إصدار “بيان قادة” يعكس إجماع المجموعة، واقتراح استبداله بـ”بيان رئاسي” يشير صراحة إلى غياب التوافق بسبب موقفها.
يأتي هذا التصعيد في سياق توتر متزايد بين البلدين طوال عام 2025، شمل طرد الولايات المتحدة للسفير الجنوب إفريقي في واشنطن خلال شهر مارس، بالإضافة إلى خلافات حادة حول سياسات جنوب أفريقيا الخارجية والداخلية، بما في ذلك إصلاحات الأراضي ومواقف بريتوريا من قضايا دولية.
وجاء في المذكرة الأمريكية أن أولويات رئاسة جنوب إفريقيا للمجموعة تتعارض جذرياً مع الرؤى السياسية الأمريكية تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، وأن واشنطن لن تدعم أي وثائق تفاوض عليها في غيابها، محذرة من أن أي بيان مشترك سيكون غير شرعي بدون موافقتها.
من جانبها، اعتبرت جنوب أفريقيا هذا الموقف محاولة للضغط غير المقبول، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية كريسبين فيري إن “غياب الولايات المتحدة يفقدها الحق في التأثير على مخرجات القمة”، مضيفاً أن السماح لدولة غائبة بمنع الآخرين من الاتفاق سيكون وصفة لشلل المؤسسات الدولية وانهيار التعاون الجماعي.
وتقليدياً، تصدر قمم مجموعة العشرين بياناً مشتركاً للقادة يركز بشكل أساسي على الاقتصاد العالمي والقضايا المالية الكبرى، لكن جنوب أفريقيا – كأول دولة أفريقية تستضيف القمة – حددت أولويات تركز على قضايا الجنوب العالمي، وهي: تعزيز القدرة على مواجهة الكوارث الطبيعية، دعم قدرة الدول المنخفضة الدخل على سداد ديونها، تمويل الانتقال الطاقي العادل، واستغلال المعادن الحرجة لتحقيق نمو شامل وتنمية مستدامة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قد وصف في وقت سابق شعار القمة “التضامن والمساواة والاستدامة” بأنه “معادٍ للمصالح الأمريكية”، في إشارة إلى رفض إدارة ترامب لأجندات المناخ والمساواة التي تراها مرتبطة بسياسات “اليسار”.
رغم المقاطعة الأمريكية الكاملة – التي تشمل عدم إيفاد أي مسؤول رسمي – أكدت جنوب أفريقيا استمرار القمة بمشاركة واسعة من قادة الدول الأخرى، مشددة على أن القرارات ستتخذ من قبل الحاضرين، وأن العالم قادر على المضي قدماً دون تعطيل من جانب واحد.
وتعد هذه القمة الأولى في تاريخ المجموعة التي تضم 19 اقتصاداً كبيراً إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، والتي تشهد غياباً أمريكياً كاملاً، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الإجماع في المنتدى الدولي.



