ترامب يتعهد بجهود أمريكية مكثفة لإنهاء الحرب في السودان بناءً على طلب ولي العهد السعودي

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن بدء إدارته العمل الفوري لإنهاء الصراع المسلح في السودان، وذلك استجابة مباشرة لطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال لقائهما في البيت الأبيض يوم الثلاثاء.

خلال كلمته في منتدى الاستثمار الأمريكي السعودي بواشنطن، أوضح ترامب أن الموضوع السوداني لم يكن ضمن أولوياته السابقة، لكنه غير رأيه بعد شرح مفصل قدمه الأمير محمد بن سلمان حول الوضع في السودان، استمر نحو نصف ساعة، مما دفع الإدارة الأمريكية لبدء العمل على الملف فور انتهاء الاجتماع.

وأكد ترامب أن الولايات المتحدة ستتعاون مع السعودية والإمارات ومصر وشركاء آخرين في الشرق الأوسط لوقف الفظائع وتحقيق الاستقرار في البلاد، مشيراً إلى أن السودان يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حالياً.

من جانبه، أكد المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون أفريقيا مسعود بولس، في تصريحات سابقة، التزام واشنطن الكامل بإنهاء النزاع المروع في السودان، مشدداً على أن الوضع يمثل أكبر كارثة إنسانية عالمية، مع حاجة أكثر من 30 مليون شخص للمساعدات الطارئة، بينهم ملايين النازحين والأطفال المتضررين.

يأتي هذا التحرك الأمريكي الجديد وسط تفاقم الأزمة في السودان، حيث سيطرت قوات الدعم السريع مؤخراً على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، مما أدى إلى نزوح آلاف السكان وتصنيف المنطقة كمنكوبة، مع تقارير دولية تتحدث عن فظائع ومخاطر تهدد أمن منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي بأكمله.

وأشار ترامب إلى أن الضغط الدولي يجب أن يزداد على الأطراف المسؤولة عن العنف والفساد، بما في ذلك جهات خارجية مثل روسيا وإيران والصين وكوريا الشمالية التي استغلت الفراغ لتحقيق مصالحها، حسب تقارير أمريكية.

يذكر أن الدور السعودي في حل الأزمة السودانية ليس جديداً، فقد استضافت جدة محادثات سابقة في مايو 2023، وشاركت في مبادرات رباعية مع الولايات المتحدة والإمارات ومصر، رغم فشل بعضها بسبب خلافات حول مستقبل القوات المسلحة السودانية.

ومع هذا التدخل الأمريكي المباشر المدعوم سعودياً، يتطلع السودانيون إلى عام 2026 كفرصة حقيقية لخطة سلام شاملة تنهي الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 وخلفت عشرات الآلاف من القتلى وملايين النازحين.