أخبار مصر

السيسي وبوتين يشهدان لحظة تركيب قلب المفاعل النووي المصري في الضبعة

في لحظة تاريخية تكرّس التحول الاستراتيجي في مجال الطاقة بمصر، شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر تقنية الفيديو كونفرانس في مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة النووية، وذلك تزامناً مع الاحتفال بالعيد المصري الخامس للطاقة النووية.

مراسم ذات دلالة استراتيجية

جاءت الفعالية التي شهدت مشاركة قيادتي البلدين تتويجاً لمسيرة تعاون نووي طموحة، حيث بدأت بعرض فيلم تعريفي حول المشروع النووي المصري، تلاها كلمات لكل من أليكسي ليخاتشوف المدير العام لشركة “روس آتوم”، والمهندس محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، ثم كلمة مسجلة لرافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

بوتين: إنجاز بارز في التعاون الثنائي

ألقى الرئيس بوتين كلمة عبر الفيديو كونفرانس هنّأ فيها مصر بمناسبة تركيب وعاء ضغط المفاعل، مؤكداً أن التعاون القائم بين مصر وروسيا في بناء المفاعل بالوتيرة الحالية يُعد نجاحاً بارزاً. وأشار إلى أن المشروع سيوفر الكهرباء اللازمة لدعم الاقتصاد المصري المتنامي، معترفاً بالدور الحاسم للدعم والمتابعة الشخصية من الرئيس السيسي في سرعة الإنجاز والوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة.

وأضاف الرئيس الروسي أن بلاده تدعم طموحات مصر التنموية في إطار الشراكة والتعاون الاستراتيجي الممتد بين البلدين، مشيراً إلى أن العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا راسخة وتعود لعقود طويلة شهدت مشاركة الخبراء السوفييت في بناء السد العالي وعدد من كبرى المصانع المصرية.

السيسي: تحقيق حلم القرن

من جانبه، ألقى الرئيس السيسي كلمة تاريخية أعرب فيها عن بالغ التقدير والاعتزاز للرئيس بوتين على مشاركته في هذه الفعالية التاريخية، معتبراً أن هذه الخطوة المحورية تضاف إلى مسيرة استكمال مشروع محطة الضبعة النووية.

وقال الرئيس: “نسطر اليوم صفحة جديدة مضيئة في مسيرة الوطن، فمنذ منتصف القرن الماضي، ظل حلم مصر النووي يراود أبناءها.. وها نحن اليوم، نراه يتحقق على أرض الواقع، بفضل الإرادة والعمل والإصرار”.

تعاون يمتد من السد العالي إلى الضبعة

أكد الرئيس السيسي أن هذا الحدث العظيم يمثل امتداداً لمسيرة التعاون الثنائي المثمر بين البلدين عبر مشروعات عملاقة، بدءاً من تشييد السد العالي في ستينيات القرن الماضي، وصولاً إلى المشروع القومي لإنشاء محطة الضبعة النووية.

وشدد على أن هذا الصرح الوطني العملاق يحمل في طياته قيمة إستراتيجية كبرى لمصر، ويبعث برسالة جلية بأن مصر تمضي بخطوات ثابتة نحو مستقبل أكثر تقدماً واستدامة، متجاوزة كل التحديات بفضل العزيمة الصادقة والعمل الدؤوب.

ضمان أمن الطاقة وتحقيق التنمية

وفي ظل ما يشهده العالم من أزمات متلاحقة في قطاع الطاقة وارتفاع أسعار الوقود الأحفوري، أكد الرئيس أن أهمية وحكمة القرار الاستراتيجي الذي اتخذته الدولة المصرية بإحياء البرنامج النووي السلمي تتجلى بوضوح، باعتباره خياراً وطنياً يضمن تأمين مصادر طاقة مستدامة وآمنة ونظيفة.

ويمثل مشروع محطة الضبعة النووية نقلة نوعية في مسار توطين المعرفة، واستثماراً حقيقياً في الكوادر الوطنية، حيث يشمل تعاوناً واسعاً في مجالات التدريب ونقل التكنولوجيا، ويتيح إعداد جيل جديد من الكوادر المصرية في تخصصات الطاقة النووية والتصنيع الثقيل.

تأهيل الكوادر وخلق فرص العمل

يساهم المشروع في توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، دعماً لمسيرة التنمية والازدهار، كما يضع مصر في موقع ريادي على خريطة الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

وفي ختام المراسم، طالب الدكتور شريف حلمي، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، من الرئيسين منح الإذن وإعطاء إشارة البدء في التنفيذ، لتبدأ بعدها مراسم تركيب وعاء الضغط للوحدة النووية الأولى، في خطوة تاريخية تضع مصر على عتبة عصر نووي جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى