عشرات المستوطنين يدخلون المسجد الأقصى بحماية إسرائيلية مشددة وسط قيود على المصلين

شهد المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، صباح الثلاثاء 18 نوفمبر 2025، اقتحاماً من قبل عشرات المستوطنين الإسرائيليين، دخلوا من باب المغاربة تحت حراسة أمنية مكثفة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، حسبما أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
تفاصيل الاقتحام والطقوس
نظم المستوطنون جولات استفزازية داخل باحات المسجد، واستمعوا إلى شرح مفصل حول “الهيكل المزعوم” الذي يدعون وجوده في الموقع، كما أدوا طقوساً تلمودية علنية في الجهة الشرقية من الحرم القدسي.
ويأتي هذا الاقتحام ضمن سلسلة يومية شبه منتظمة، تهدف -حسب مراقبين فلسطينيين- إلى ترسيخ تقسيم زماني ومكاني للمسجد، وتغيير الواقع التاريخي والديني السائد.
تضييقات على المصلين الفلسطينيين
في المقابل، فرضت قوات الاحتلال قيوداً صارمة على دخول المصلين المسلمين والمقدسيين إلى المسجد، حيث احتجزت بطاقات الهوية الشخصية للعديد منهم عند البوابات الخارجية، ومنعت آخرين من الوصول إلى ساحات الصلاة.
كما أصدرت سلطات الاحتلال قراراً بإبعاد حارس المسجد الأقصى حمزة النبالي عن الحرم لمدة ستة أشهر كاملة، في إجراء يُنظر إليه كعقاب على دوره في توثيق الانتهاكات.
دعوات مقدسية للرباط والحشد
أكدت مصادر مقدسية، نقلاً عن وكالة “صفا” الفلسطينية، استمرار الدعوات الواسعة من أهالي القدس والفلسطينيين في الداخل المحتل لتكثيف الحضور في المسجد الأقصى، والرباط الدائم في باحاته، بهدف إفشال مخططات الاحتلال والمستوطنين الرامية إلى تهويد المكان وتقليص الوجود الإسلامي فيه.
سياق الاعتداءات المستمرة
يُعد المسجد الأقصى، ثالث الحرمين الشريفين، هدفاً لاقتحامات شبه يومية من جانب المستوطنين وشرطة الاحتلال، خاصة في الفترتين الصباحية والمسائية (باستثناء يومي الجمعة والسبت غالباً)، وسط محاولات متكررة لفرض سيطرة إسرائيلية كاملة على الموقع المقدس.
وتشهد هذه الاعتداءات تصعيداً ملحوظاً منذ سنوات، مع تسجيل أرقام قياسية في أعداد المقتحمين خلال الأشهر الأخيرة، مما يثير مخاوف فلسطينية وعربية وإسلامية من تغيير الوضع القائم تدريجياً.
يأتي هذا الحدث في ظل توتر متواصل في مدينة القدس المحتلة، وسط دعوات دولية متكررة لاحترام الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى كمكان عبادة إسلامي خالص.


