البيتكوين يهبط دون 90 ألف دولار لأول مرة منذ أبريل وتمحو كل مكاسب 2025

شهدت عملة بيتكوين، الأكبر عالمياً بين العملات المشفرة، تراجعاً دراماتيكياً يوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025، حيث انخفض سعرها إلى ما دون 90 ألف دولار للمرة الأولى منذ أبريل الماضي، مسجلة حوالي 89,861 دولاراً في بعض اللحظات، مع هبوط بنسبة تصل إلى 5.79% خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
هذا الانهيار أدى إلى محو جميع المكاسب التي حققتها العملة منذ بداية العام، مما يعكس تحولاً سريعاً في معنويات السوق نحو التشاؤم الشديد.
بلغ حجم التداولات على بيتكوين خلال اليوم نفسه نحو 102.5 مليار دولار (ما يعادل حوالي 384 مليار ريال سعودي تقريباً)، في حين استقرت القيمة السوقية الإجمالية عند نحو 1.793 تريليون دولار. ويأتي هذا التراجع وسط موجة بيع عنيفة، حيث يراهن المتداولون بشكل متزايد على استمرار الهبوط من خلال سوق الخيارات.
تزايد الرهانات على المزيد من الانخفاضات
أظهرت بيانات منصة “ديريبيت” (التابعة لكوين بيس) نشاطاً مكثفاً في خيارات الحماية من الهبوط (Put Options)، خاصة عند مستويات الدعم الرئيسية عند 90 ألفاً و85 ألفاً و80 ألف دولار.
الخيارات التي تنتهي صلاحيتها بنهاية نوفمبر الجاري شهدت إقبالاً كبيراً، حيث استحوذ المتداولون على عقود رهان على الهبوط تفوق قيمتها 740 مليون دولار، متجاوزة بفارق كبير الاهتمام بالعقود الصاعدة (Call Options).
هذا التحول الحاد في المعنويات جاء بعد أسابيع قليلة فقط من بلوغ بيتكوين أعلى مستوياتها التاريخية فوق 126 ألف دولار في أكتوبر الماضي، مما يبرز غياب الطلب القوي المدعوم بالقناعة.
وأشار كريس نيوهاوس، مدير الأبحاث في شركة “إرغونيا” المتخصصة في التمويل اللامركزي، إلى أن المشترين الذين بنوا مراكز كبيرة خلال الأشهر الستة الماضية يواجهون الآن خسائر مالية جسيمة تجبرهم على البيع أو التوقف عن الشراء.
ضغوط على “خزائن البيتكوين” وتأثير نفسي
تركزت الخسائر بشكل خاص على الشركات التي تُعرف بـ”خزائن الأصول الرقمية”، والتي اشترت كميات هائلة من بيتكوين في وقت سابق من العام كرهان طويل الأجل. رغم قيام شركة “مايكروستراتيجي” (التابعة لمايكل سايلور) بشراء إضافي بقيمة 835 مليون دولار مؤخراً، إلا أن العديد من الشركات المشابهة تواجه ضغوطاً متزايدة لبيع حيازاتها لحماية ميزانياتها، مما يفاقم الضغط البيعي ويخلق حلقة مفرغة نفسية: مستثمرون يعانون خسائر كبيرة غير قادرين على الشراء الإضافي، وغير مستعدين بعد لقطع الخسائر.
يؤكد مؤشر الخوف والطمع الذي تجمعه منصة “كوين ماركت كاب” حالة “الخوف الشديد” السائدة في السوق، مع تتبع زخم الأسعار والتقلبات والمشتقات.
العوامل الاقتصادية الكبرى تثقل كاهل الأصول الخطرة
تتأثر بيتكوين بقوى اقتصادية واسعة، أبرزها ترقب نتائج أعمال شركة “إنفيديا” يوم الأربعاء كمؤشر على قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، إلى جانب تراجع التوقعات بخفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر. كما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 1%، مما أثر سلباً على جميع الأصول عالية المخاطر.
وفي هذا السياق، قال آدم مكارثي، محلل الأبحاث في “كايكو”: “تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي وأزمة الذكاء الاصطناعي تشكلان عقبة كبيرة أمام العملات المشفرة مع اقتراب نهاية العام، مما يزيد من احتمال استمرار الاتجاه الهبوطي لبيتكوين”.
إيثريوم الأكثر تضرراً بين الكبار
لم تقتصر الخسائر على بيتكوين، فثاني أكبر عملة مشفرة “إيثريوم” (إيثر) انخفضت إلى حوالي 2975 دولاراً، مسجلة تراجعاً بنسبة 24% منذ بداية أكتوبر، مما يجعلها أكثر عرضة للضغوط في الوقت الحالي.
يبقى السؤال المفتوح: هل هذه التراجعات مجرد تصحيح مؤقت في دورة صعودية طويلة الأمد، أم بداية موجة هبوط أعمق قد تمتد إلى مستويات أدنى مثل 80 ألف أو حتى 75 ألف دولار؟ السوق ينتظر إشارات واضحة من الاقتصاد الكلي لتحديد الاتجاه القادم.



