جهاز رنين مغناطيسي يدمر الأورام بالتجميد ويحرر المرضى من الآلام الشديدة دون تدخل جراحي

في إنجاز طبي بارز، أصبح مستشفى ليفربول في جنوب غرب سيدني بأستراليا أول منشأة طبية تستخدم جهاز تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) متقدماً يتيح تجميد الأورام بدقة عالية، مما يقضي على الخلايا السرطانية أو الحميدة ويخفف الآلام المبرحة الناتجة عنها دون الحاجة إلى أي عملية جراحية تقليدية.
تعتمد هذه التقنية، المعروفة باسم “التجميد الموجه بالرنين المغناطيسي” (MRI-Guided Cryoablation)، على إدخال إبر رفيعة جداً تحت توجيه التصوير المباشر بالرنين المغناطيسي، حيث يتم حقن غاز الأرغون البارد لتشكيل كرة جليدية حول الورم.
هذه الكرة الجليدية تقتل الخلايا الورمية بشكل نظيف ومحدد دون إلحاق ضرر كبير بالأنسجة المحيطة الصحية، وتسمح بمراقبة درجة الحرارة والعملية بدقة متناهية في الوقت الفعلي.
من أبرز مزايا هذا الإجراء:
– غير جراحي نسبياً: يتم تحت تخدير موضعي أو عام خفيف، ولا يتطلب شقوقاً كبيرة، مما يقلل من مخاطر العدوى والنزيف.
– سرعة التعافي: يغادر المريض المستشفى في اليوم نفسه أو اليوم التالي، ويعود إلى حياته الطبيعية بسرعة كبيرة مقارنة بالجراحات التقليدية.
– فعالية في تخفيف الألم: يستهدف بشكل خاص الأورام التي تسبب آلاماً شديدة، مثل تلك الموجودة في العظام أو العمود الفقري، حيث يختفي الألم فوراً بعد الإجراء في كثير من الحالات.
– دقة عالية: يوفر الرنين المغناطيسي صوراً ثلاثية الأبعاد فورية، مما يسمح بتجنب الأعصاب والأوعية الدموية الحساسة.
أحد الأمثلة البارزة على نجاح هذه التقنية هو حالة جدة تبلغ من العمر 64 عاماً كانت تعاني من ورم صغير (9 مليمترات) على عمودها الفقري، مما كان يسبب لها آلاماً حادة أثناء الجلوس أو الاستلقاء أو حتى النوم، وكانت مضطرة لتناول مسكنات قوية يومياً.
بعد الخضوع لهذا الإجراء، اختفى الألم تماماً في اليوم التالي، وعادت إلى حياتها الطبيعية دون أي آثار جانبية كبيرة.
يعد هذا الجهاز نقلة نوعية في علاج الأورام، خاصة لدى كبار السن أو المرضى الذين لا يتحملون الجراحات الكبرى بسبب حالات صحية أخرى.
ومع أنه ليس جديداً تماماً على المستوى العالمي، إلا أن توفره في أستراليا بهذه الدقة يفتح آفاقاً جديدة لعلاج آلاف المرضى سنوياً، مما يقلل من الاعتماد على الجراحة أو العلاجات الإشعاعية التقليدية ويحسن جودة الحياة بشكل ملحوظ.



