يعد ارتفاع الكوليسترول حالة خطيرة تتسلل بصمت، حيث يتراكم هذا المركب الدهني في الدم دون أعراض واضحة في البداية، مما يزيد من مخاطر انسداد الشرايين، أمراض القلب، والسكتات الدماغية.
ورغم أن الكوليسترول ضروري لبناء الخلايا وإنتاج الهرمونات، فإن زيادته المفرطة تشكل تهديداً حقيقياً. وفقاً لتقارير نشرتها صحيفة “تايمز أوف إنديا” في 14 نوفمبر 2025، يمكن اكتشاف الإشارات المبكرة من خلال تغيرات جسدية، بينما يعود السبب غالباً إلى مزيج من العادات اليومية والعوامل الوراثية والأمراض المرافقة.
5 علامات تحذيرية تدل على ارتفاع الكوليسترول
1. رواسب دهنية حول العينين (زانثوماس)
تظهر نتوءات صفراء أو بقع دهنية ناعمة حول العينين، المرفقين، أو الركبتين نتيجة تراكم الكوليسترول تحت الجلد. كما قد تظهر حلقة بيضاء أو رمادية فاتحة حول قزحية العين تُعرف بـ”القوس الشيخوخي”، وهي إشارة قوية إلى ترسب الكوليسترول في الشرايين. هذه العلامات شائعة خاصة في الحالات الوراثية، وتستدعي فحصاً فورياً للدم.
2. ألم الصدر أو الذبحة الصدرية
عندما تتراكم اللويحات الدهنية داخل الشرايين التاجية، تضيق المسارات ويقل تدفق الدم إلى القلب، مما يسبب ضغطاً أو حرقاناً في الصدر، خاصة أثناء المجهود البدني أو التوتر. هذا الألم قد يكون مؤشراً مبكراً على نقص الأكسجين في عضلة القلب، وإهماله يرفع مخاطر النوبة القلبية.
3. ألم مستمر في الساقين (مرض الشريان المحيطي)
يؤدي انسداد شرايين الساقين إلى ألم أو ثقل أو حرقان أثناء المشي، يزول مع الراحة. في الحالات المتقدمة، يستمر الألم حتى في السكون.
هذه الحالة تعرف بـ PAD، وتشير إلى انتشار المشكلة في جميع أنحاء الجهاز الدوري، وقد تؤدي إلى قرح أو مضاعفات خطيرة إذا لم تُعالج.
4. انقباض دوبويتران في اليد
حالة تتسبب في شد أوتار إصبعي البنصر والخنصر تدريجياً نحو راحة اليد، مما يحد من حركتهما. أظهرت دراسات متزايدة ارتباطاً وثيقاً بين هذا التشوه وارتفاع الكوليسترول، خاصة لدى المصابين باضطرابات الدهون الوراثية.
ملاحظة هذا التغيير قد تدفع الطبيب لفحص الكوليسترول مبكراً، مما يحمي القلب قبل تفاقم الأضرار.
5. التعب المستمر وضيق التنفس
مع تضييق الشرايين، يضطر القلب للعمل بجهد أكبر لتوصيل الأكسجين، مما يسبب إرهاقاً غير مبرر، خاصة عند صعود الدرج أو المشي لمسافات قصيرة. في البداية يكون خفيفاً، لكنه يزداد مع تقدم الانسداد. هذه الأعراض تعد إنذاراً مبكراً يستوجب فحصاً شاملاً للقلب والأوعية الدموية.
5 أسباب رئيسية لارتفاع الكوليسترول
1. سوء التغذية
تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة (مثل اللحوم الحمراء، الألبان كاملة الدسم) والدهون المتحولة (المقليات، المخبوزات التجارية، الوجبات السريعة) يرفع الكوليسترول الضار (LDL) بشكل مباشر، مما يؤدي إلى ترسبه على جدران الشرايين.
2. قلة النشاط البدني
الخمول يقلل من الكوليسترول الجيد (HDL) الذي يساعد في تنظيف الدم من الكوليسترول الضار. أما الرياضة المنتظمة – حتى لو كانت مشياً يومياً أو صعود السلالم – فتعزز HDL وتحافظ على توازن الدهون وتدعم صحة القلب.
3. العوامل الوراثية (فرط كوليسترول الدم العائلي FH)
اضطراب جيني يمنع الجسم من التخلص الطبيعي من الكوليسترول الضار، مما يرفع مستوياته منذ الطفولة. الأشخاص ذوو التاريخ العائلي للنوبات القلبية المبكرة معرضون بشدة، ويحتاجون فحصاً دورياً وعلاجاً متخصصاً.
4. أمراض أخرى (السكري، قصور الغدة الدرقية، أمراض الكلى والكبد)
تؤثر هذه الحالات على استقلاب الدهون، مما يرفع الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية. السيطرة على هذه الأمراض من خلال العلاج والمتابعة الدورية ضرورية لتجنب تفاقم مشكلة الكوليسترول.
5. التدخين
يدمر التدخين بطانة الأوعية الدموية، يقلل الكوليسترول الجيد، ويزيد تراكم اللويحات. الإقلاع عنه يحسن مستويات الكوليسترول خلال أسابيع، ويقلل بشكل كبير من مخاطر أمراض القلب والسكتة الدماغية.
نصيحة طبية
إذا ظهرت أي من هذه العلامات، يُنصح باستشارة الطبيب فوراً لإجراء تحليل دهون الدم (Lipid Profile). الكشف المبكر والتدخل المبكر – سواء بنظام غذائي صحي، رياضة، أو أدوية – يمكن أن ينقذ الحياة ويمنع المضاعفات الخطيرة.
