أخبار عربية

قوات الدعم السريع تحتجز 7 أسر مدنية تشمل أطفالاً ونساءً بسبب صلاتهم بالجيش

في تطور مقلق يعكس تصعيداً في الانتهاكات الإنسانية، أفادت شبكة أطباء السودان الثلاثاء 11 نوفمبر 2025، باعتقال قوات الدعم السريع لسبع أسر مدنية كاملة، تضم نساءً وأطفالاً، في المناطق المحيطة بمدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان جنوب السودان.

جاء الاعتقال بتهمة “انتماء ذويهم إلى القوات المسلحة السودانية”، في خطوة وصفتها الشبكة بأنها جزء من نمط مستمر للاعتقالات التعسفية والعقاب الجماعي الموجه ضد المدنيين العزل.

وفقاً لبيان صادر عن الشبكة المستقلة، التي تعمل على توثيق الانتهاكات في مناطق النزاع، قامت قوة تابعة للدعم السريع باحتلال هذه الأسر من قرى مجاورة للمدينة، مما أثار مخاوف فورية بشأن سلامة المحتجزين.

وأكدت الشبكة أن هذه الممارسات تمثل خرقاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، الذي يحمي المدنيين ويمنع استهدافهم بناءً على صلات عائلية، معتبرةً إياها جرائم حرب محتملة.

كما حملت قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن حياة المحتجزين، مطالبةً المنظمات الدولية لحقوق الإنسان والأمم المتحدة بالتدخل العاجل لإطلاق سراحهم وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات، التي تهدد حياة آلاف المدنيين في المنطقة.

 خلفية النزاع

تأتي هذه الاعتقالات في سياق حرب مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف ونزحت ملايين.

تحاصر قوات الدعم السريع مدينة بابنوسة، التي تعد مركزاً استراتيجياً للجيش في غرب كردفان، منذ يناير 2024، بعد هجمات عنيفة فشلت في السيطرة عليها رغم محاولات متكررة.

وفي الأيام الأخيرة، أرسلت القوات تعزيزات إضافية إلى المناطق المحيطة بالمدينة، بهدف شن هجوم جديد، مما أدى إلى تصعيد الاشتباكات وإغلاق الطرق الرئيسية، وفقاً لتقارير من غرفة طوارئ بابنوسة، اللجنة الإغاثية المحلية.

أصبحت بابنوسة “منطقة أشباح” خالية من السكان بنسبة 100%، بعد نزوح نحو 177 ألف شخص جراء القتال الدائر، كما أفاد البيان نفسه.

وفي الأحد الماضي، تصدى الجيش لهجوم كبير من الدعم السريع، مما أدى إلى خسائر في صفوف المدنيين والمقاتلين على حد سواء. كما حذرت المنظمات الإنسانية من توقف الإغاثة الأممية في المنطقة بسبب الحصار، مما يفاقم الأزمة الإنسانية ويهدد بمجاعة واسعة النطاق.

 ردود الفعل والانتقادات

نفت قوات الدعم السريع الاتهامات عبر تغريدة على منصة “إكس”، معتبرةً التقرير “شائعات تضليلية” من شبكة أطباء السودان، وأكدت أن المدينة خالية من المدنيين منذ منتصف 2024، مما يجعل الاعتقالات غير ممكنة.

ومع ذلك، أثارت الواقعة إدانات دولية واسعة، حيث وصفتها منظمات مثل هيومن رايتس ووتش بأنها “انتهاكات منهجية” تشبه تلك الموثقة في الفاشر، حيث احتجزت القوات آلاف المدنيين قسراً، بما في ذلك نساء تعرضن لانتهاكات جنسية، وفق تقارير الأمم المتحدة في نوفمبر 2025.

في سياق مشابه، وثقت بي بي سي في أوائل الشهر شهادات صادمة عن احتجاز عشرات المدنيين في الفاشر مقابل فديات مالية، مع إجبار بعض النساء على الزواج القسري.

كما أشارت تقارير سابقة إلى حرق مقابر جماعية واستهداف مستشفيات، مما يعزز صورة نمطية لانتهاكات الدعم السريع في دارفور وكردفان.

ودعت الأمم المتحدة إلى فتح ممرات إنسانية آمنة ومحاسبة المسؤولين، محذرةً من أن مثل هذه الأعمال قد تؤدي إلى جرائم حرب أمام المحاكم الدولية.

يعد هذا الحادث تذكيراً بأزمة إنسانية متفاقمة في السودان، حيث يعاني أكثر من 10 ملايين نازح داخلياً، ويواجه السكان نقصاً حاداً في الغذاء والدواء. وتستمر الجهود الدبلوماسية الإقليمية لوقف التصعيد، لكن الوضع في غرب كردفان يظل متفجرًا، مع مخاوف من توسع القتال إلى مناطق أخرى.

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى