اقتصاد وتكنولوجيا

برنامج الأمن السيبراني لموسم الحج 1446هـ: درع رقمي يحمي ضيوف الرحمن

في إطار التحول الرقمي الشامل الذي تعيشه المملكة العربية السعودية، أطلقت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني (NCA) برنامجاً استراتيجياً يعرف بـ”برنامج تعزيز الأمن السيبراني لموسم الحج”، يهدف إلى حماية المنظومة التقنية المرتبطة بموسم الحج، الذي يُعد أحد أكبر التجمعات البشرية في العالم.

يأتي هذا البرنامج كجزء من جهود المملكة لضمان تجربة حج آمنة وذكية، حيث أصبحت الخدمات الرقمية مثل إصدار التصاريح، أنظمة النقل، الإرشاد، وإدارة الحشود تعتمد على بنى تحتية تقنية متقدمة تتطلب حماية عالية المستوى.

وفقاً لتقارير رسمية، يستفيد منه أكثر من مليوني حاج سنوياً، مما يعزز موقع السعودية كمركز عالمي لإدارة الحشود الرقمية.

أعلنت الهيئة عن البرنامج في مايو 2025، مع استمرار تنفيذه حتى موسم الحج 1446هـ (2025م)، وتشارك في النسخة الخامسة من مؤتمر ومعرض الحج في جدة (9-12 نوفمبر 2025)، تحت شعار “من مكة إلى العالم”، لعرض أحدث الجهود والممارسات.

يعد البرنامج نموذجاً للتكامل بين الجهات الحكومية، بما في ذلك وزارة الحج والعمرة، لتحقيق أعلى معايير الجودة والكفاءة، ويتماشى مع رؤية السعودية 2030 في تعزيز الابتكار التقني والأمان الرقمي.

 الأهداف الرئيسية للبرنامج

يهدف البرنامج إلى بناء منظومة حماية رقمية متكاملة، ويشمل:

– تعزيز الجاهزية السيبرانية: للأنظمة التقنية والخدمات الرقمية المستخدمة في موسم الحج، لضمان استمراريتها دون انقطاع.

– حماية البيانات الحساسة: ضمان أعلى درجات الأمان للمعلومات الشخصية والتشغيلية للحجاج والجهات الوطنية.

– تطوير القدرات الوطنية: تنمية مهارات الكوادر المتخصصة في الأمن السيبراني من خلال التدريبات والتمارين العملية.

– رفع الوعي الأمني: لدى العاملين في منظومة الحج وضيوف الرحمن، لتحويل الأمان الرقمي إلى ثقافة يومية.

– تعزيز الثقة العالمية: من خلال إثبات القدرات السعودية في إدارة التحديات السيبرانية، مما يدعم الاقتصاد الرقمي ويجذب الاستثمارات.

أكد نائب المحافظ للاتصال المؤسسي في الهيئة، علي المطيري، أن البرنامج يدعم تقديم خدمات عالية الجودة لضيوف الرحمن، بينما شدد المهندس ماجد الشودري، مشرف إدارة أمن المعلومات بوزارة الحج، على أهمية التكامل بين الجهات لمواجهة المخاطر في أكبر تجمع بشري عالمي.

 المسارات الأربعة للتنفيذ

ينقسم البرنامج إلى أربعة مسارات متكاملة، تركز على الوقاية، الرصد، التطوير، والتوعية:

1. التقييمات السيبرانية الفنية: يشمل إجراء فحوصات دورية ومتقدمة للبنى التحتية التقنية والمنصات الرقمية (مثل تطبيقات الحج والنقل) قبل وبعد الموسم، لكشف وإصلاح الثغرات الأمنية وضمان جاهزية مثالية.

2. الرصد والاستجابة للتهديدات السيبرانية: يُعد القلب النابض للبرنامج، ويتضمن:

– غرفة عمليات سيبرانية تعمل 24/7 لرصد وتحليل الهجمات المحتملة.

– مشاركة فورية للمعلومات والتحذيرات مع الجهات الوطنية لدفاع مشترك.

– فرق استجابة سريعة للحوادث لتقليل الضرر واستعادة الخدمات بسرعة.

3. رفع كفاءة القدرات السيبرانية: يركز على تدريب الكوادر من خلال تمرين الأمن السيبراني لموسم الحج 1446هـ، الذي يحاكي هجمات حقيقية لتطوير المهارات وفهم أحدث الأساليب الهجومية، مما يعزز الاستدامة طويلة الأمد.

4. رفع الوعي بالأمن السيبراني: يحول الوعي إلى ممارسة يومية عبر:

– جلسات توعوية لمنسوبي الجهات الوطنية.

– معرض تفاعلي في مجمع صالات الحج بمطار الملك عبدالعزيز الدولي.

– مواد تثقيفية متعددة اللغات في مرافق الضيافة بمكة، ومراكز الخدمات، لتوعية الحجاج بالمخاطر مثل التصيد الإلكتروني وحماية البيانات الشخصية.

 السياق والتأثير

أكثر من 5000 شخص استفادوا من جلسات التوعية السيبرانية في مواسم سابقة، ويأتي البرنامج كامتداد لمبادرات أخرى مثل برنامج التدريب للخريجين الجدد (يستهدف 500 متدرب لستة أشهر في دورات وتمارين عملية)، وبرنامج الابتعاث الخارجي للدراسات العليا في الأمن السيبراني بالتعاون مع وزارة التعليم. يعد هذا البرنامج نموذجاً يحتذى به عالمياً، حيث يجمع بين الابتكار (مثل الأساور الذكية وغرف التحكم) والأمان، وسط توسع الخدمات الرقمية في الحج.

مع اقتراب موسم الحج 2025، يتوقع أن يسهم البرنامج في منع آلاف الهجمات السيبرانية المحتملة، مما يعزز الاقتصاد الرقمي السعودي ويرسخ ثقة الزوار الدوليين. للمزيد، يمكن زيارة موقع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني (nca.gov.sa).

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى