أخبار عربية

الشرع: مفاوضات مباشرة مع إسرائيل تحقق تقدماً ملحوظاً نحو اتفاق سلام

في تصريحات مثيرة للاهتمام أدلى بها مساء الثلاثاء 11 نوفمبر 2025، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، في حوار حصري مع صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، التزامه بتوحيد الأراضي السورية ومكافحة الإرهاب، محذراً من أن “تقسيم سوريا أو السماح ببقاء قوات عسكرية خارج سيطرة الدولة المركزية يعد أفضل بيئة لعودة تنظيم داعش إلى الواجهة”.

وأوضح الشرع، الذي عاد للتو من زيارة ناجحة إلى واشنطن شملت لقاءً في البيت الأبيض، أن “الحل الأمثل يكمن في دور القوات الأمريكية المتمركزة في الشرق السوري لإشراف دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن الجهاز الأمني الوطني، مع تحميل الدولة مسؤولية حماية حدودها بشكل كامل”.

شروط الانسحاب والدعم الأمريكي

أبرز الشرع أن دمشق تجري حوارات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، مشيراً إلى “تحقيق تقدم كبير نحو اتفاق نهائي”، لكنه شدد على أن “الشرط الأساسي لأي تسوية هو انسحاب القوات الإسرائيلية إلى الخطوط الحدودية قبل 8 ديسمبر 2024، تاريخ سقوط النظام السابق”.

وأضاف: “الولايات المتحدة شريكة في هذه الحوارات، إلى جانب عدة جهات دولية أخرى تدعم موقفنا، وأنا متأكد من أن الرئيس دونالد ترامب سيسعى لتسريع الوصول إلى حل جذري في هذا السياق”.

وكشف الرئيس السوري أن إسرائيل شنت أكثر من 1000 غارة جوية على مواقع سورية منذ ديسمبر الماضي، استهدفت القصر الرئاسي ومقرات وزارة الدفاع، لكن دمشق امتنعت عن الرد “للحفاظ على الاستقرار وتجنب التصعيد”.

وفي سياق ذلك، أجرى الطرفان جولات تفاوضية متعددة في باريس وباكو برعاية أمريكية، بهدف خفض التوترات على الحدود الجنوبية.

أما بشأن اقتراح إنشاء منطقة منزوعة السلاح جنوب دمشق، فقد رفض الشرع الفكرة قاطعاً، معتبراً أن “مناقشة منطقة كاملة خالية من الأسلحة أمر معقد، فمن سيقوم بحمايتها في حال اندلاع فوضى؟ ومن سيتحمل المسؤولية إذا استخدمتها جهات معادية كمنصة لمهاجمة إسرائيل؟”.

وأكد: “في النهاية، هذه أرض سورية، ويجب أن تتمتع سوريا بحرية كاملة في إدارة أراضيها”. وانتقد الشرع التوغلات الإسرائيلية، قائلاً: “احتلت إسرائيل الجولان لحماية أمنها، واليوم تفرض شروطاً في الجنوب السوري لحماية الجولان، وقد يؤدي ذلك بعد سنوات إلى احتلال وسط سوريا، وربما يصل الأمر إلى ميونيخ إذا استمرت هذه السياسة”.

 العلاقة مع روسيا

تحدث الشرع عن العلاقة مع موسكو، مشيراً إلى أن “المعارضة السورية خاضت حرباً شرسة ضد القوات الروسية لمدة عقد كامل، كانت قاسية ومكلفة”، لكنه أعرب عن الحاجة إلى روسيا كـ”عضو دائم في مجلس الأمن الدولي”.

وأوضح: “نحتاج إلى دعمها في بعض القرارات، ولدينا مصالح مشتركة استراتيجية. لا نرغب في دفع روسيا نحو خيارات بديلة في تعاملها مع سوريا، بل نسعى لتعزيز التعاون”.

يأتي هذا الحوار في أعقاب توغلات إسرائيلية في الجنوب السوري، تجاوزت المنطقة العازلة المتفق عليها في اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، مما أثار مخاوف إقليمية.

ويعد تصريح الشرع خطوة مهمة نحو تهدئة التوترات، خاصة مع الدعم الأمريكي الواضح، وسط جهود دولية لإعادة بناء سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد. ويُتوقع أن تستمر هذه المفاوضات في الأسابيع المقبلة، مع تركيز على رفع العقوبات ودعم الاستثمارات في دمشق.

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى