الإمارات.. دبلوماسية سلام تمتد 31 شهراً لإنهاء الحرب في السودان

من أبوظبي إلى نيويورك مروراً بأديس أبابا وجنيف ولندن، تواصل دولة الإمارات منذ أكثر من عامين ونصف حمل مشعل السلام، داعمة كل جهد دولي أو إقليمي يسعى إلى وقف الحرب في السودان، وترسيخ الحل السياسي الشامل الذي يعيد لهذا البلد أمنه واستقراره.
رؤية إماراتية ثابتة
منذ اندلاع الصراع في 15 أبريل/نيسان 2023، تبنت الإمارات دبلوماسية نشطة تقوم على مبادئ راسخة، أبرزها:
* الدعوة إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار.
* رفض التدخلات العسكرية الخارجية.
* حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
* دعم الحوار الوطني السوداني لحل الخلافات الداخلية.
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيانها الصادر في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، التزام الدولة الكامل بكل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى فرض هدنة إنسانية ووقف شامل لإطلاق النار، بما يخفف معاناة المدنيين المتفاقمة منذ اندلاع النزاع.
دعم مستمر في المحافل الدولية
في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي قمم الاتحاد الأفريقي وحركة عدم الانحياز والقمة العربية، تكررت الرسالة الإماراتية نفسها: لا حل عسكرياً للأزمة السودانية، وأن الطريق إلى السلام يمر فقط عبر الحوار السياسي.
كما شاركت الإمارات بفعالية في مجموعة “أصدقاء السودان” وفي “الرباعية الدولية” (الإمارات – السعودية – مصر – الولايات المتحدة)، التي قدمت خريطة طريق واضحة تتضمن:
* هدنة إنسانية تعقبها مرحلة انتقال مدنية.
* وقف الدعم العسكري الخارجي للأطراف المتحاربة.
* حماية المدنيين وتسهيل دخول المساعدات.
مساعدات إنسانية غير مسبوقة
بلغ إجمالي المساعدات الإماراتية للسودان منذ اندلاع الحرب أكثر من 700 مليون دولار، ليصل إجمالي ما قدمته الدولة لهذا البلد خلال العقد الأخير إلى 3.9 مليار دولار.
وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أعلنت الإمارات خلال جلسة مجلس الأمن عن تبرع إضافي بقيمة 100 مليون دولار لدعم المتضررين في مدينة الفاشر، التي شهدت واحدة من أعنف فصول الصراع.
تحركات واسعة لدعم السلام
خلال الاجتماعات الدولية الأخيرة، شددت الإمارات على ضرورة:
* وقف إطلاق النار فوراً.
* بدء عملية انتقالية صادقة تؤدي إلى حكومة مدنية لا يهيمن عليها أي طرف مسلح.
* ضمان مرور المساعدات الإنسانية بحرية تامة.
كما شاركت الإمارات في مؤتمرات عدة من بينها “المؤتمر الإنساني من أجل شعب السودان” في أديس أبابا (فبراير/شباط 2025)، حيث أعلنت تقديم 200 مليون دولار إضافية دعماً لجهود الإغاثة.
وفي مناسبات أخرى، أكدت الدولة موقفها خلال مؤتمرات لندن وباريس وجنيف، مجددة التزامها بالعمل مع شركائها الدوليين لتعزيز الحوار وحشد الدعم لمبادرات السلام.
مواقف القيادة
أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، خلال اتصالاته واجتماعاته مع القادة الإقليميين، أن بلاده ستواصل دعم جميع الحلول والمبادرات التي تضمن وقف التصعيد وتحقيق تطلعات الشعب السوداني إلى التنمية والاستقرار.
من جانبه، شدد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في القمة العربية بالمنامة (مايو/أيار 2024)، على أن الإمارات ستظل تدعم الحلول السياسية، وتعمل مع الأشقاء والشركاء لإيقاف نزيف الدم السوداني.
التزام لا يتغير
على مدار 31 شهراً، جسدت الإمارات دبلوماسية تقوم على المبادرة الإنسانية والالتزام بالمبادئ الدولية، رافضة كل أشكال استغلال الأزمة أو تأجيجها عبر التدخلات الخارجية.
فمنذ اليوم الأول، كانت رسالتها واحدة: السلام أولاً، والحوار هو الطريق الوحيد لإنقاذ السودان وشعبه من دوامة الحرب والمعاناة.



