في حدث صادم هز الرأي العام المالي، أفادت عائلة الضحية ومسؤولون محليون يوم الأحد 10 نوفمبر 2025، بخطف مسلحين لناشطة شهيرة على تطبيق تيك توك في منطقة تمبكتو شمال مالي، تلاها إعدامها رمياً بالرصاص في ساحة عامة، وسط مخاوف متزايدة من تصاعد العنف في البلاد المنغمسة في تمرد مسلح منذ أكثر من عقد.
كانت الضحية، مريم سيسيه، شابة نشطة على المنصة الاجتماعية، حيث يتابعها نحو 90 ألف شخص، وتركز محتواها على نشر مقاطع فيديو من مدينة تونكا، الواقعة في قلب المنطقة الشمالية المضطربة.
وفقاً لتصريحات شقيقها لوكالة فرانس برس، تم اعتقال مريم يوم الخميس الماضي على يد مجموعة من المسلحين، الذين وجهوا إليها اتهامات خطيرة بالتعاون مع القوات المسلحة المالية.
أكد الشقيق أن الخاطفين اتهموها تحديداً بـ”إبلاغ الجيش بتحركاتهم العسكرية”، مما يعكس التوتر الشديد بين الجماعات المسلحة والقوات الحكومية في المنطقة.
في التطور المأساوي، نقل المسلحون مريم في اليوم التالي، يوم الجمعة، إلى مدينة تونكا على متن دراجة نارية، حيث نفذوا حكم الإعدام في ساحة الاستقلال أمام حشد من السكان المحليين الذين كانوا يتواجدون هناك.
روى الشقيق تفاصيل اللحظات الأخيرة قائلاً: “كنت ضمن الحشد الذي شاهد الجريمة”، مشيراً إلى أن الضحية أُطلق عليها النار مباشرة في المكان العام، مما أثار رعباً وغضباً واسعاً بين الأهالي.
أكد مصدر أمني، تحدث أيضاً لوكالة فرانس برس شريطة عدم الكشف عن هويته، وقوع الاغتيال في الساحة العامة، واصفاً الاتهامات الموجهة إليها بأنها “تصوير المسلحين لصالح الجيش المالي”.
وصف المصدر العملية بأنها “همجية”، معبراً عن استنكاره الشديد للطريقة الوحشية التي تم بها التنفيذ. كما أفاد مسؤول محلي آخر بتنفيذ الإعدام، واصفاً الفعل بـ”العمل الخسيس” الذي يعكس عمق الانهيار الأمني في المنطقة.
يأتي هذا الحادث في سياق صعب يواجهه المجلس العسكري الحاكم في مالي، الذي تولى السلطة في ظل تمرد مسلح مستمر منذ عام 2012، ويتعثر في احتواء النزاعات المتعددة الجبهات.
في الأسابيع الأخيرة، شدد مقاتلو جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، التابعة لشبكة القاعدة العالمية، قبضتهم على المناطق الشمالية من خلال فرض حصار يمنع مرور شاحنات الوقود، مما أدى إلى تداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة.
أجبرت هذه الإجراءات الحكومة على إغلاق العديد من المؤسسات التعليمية، وعرقلت عمليات الحصاد الزراعي في عدة مناطق، مما يفاقم الأزمة الإنسانية والأمنية في البلاد.
أثار مقتل مريم سيسيه صدمة كبيرة في مالي، حيث أصبحت رمزاً للشباب الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لتوثيق الواقع اليومي في مناطق النزاع، وسط مخاوف من أن يشجع مثل هذه الأعمال على صمت المزيد من الأصوات الناقدة.
