“تريند الجلابية”.. المصريون يحولون التنمر إلى احتفاء بالزي الشعبي الأصيل

تحول الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية إلى حالة من الاعتزاز بالهوية المصرية، بعد أن أطلق رواد الإنترنت ما عُرف باسم “تريند الجلابية”، ردًا على موجة من التنمر طالت رجلًا ظهر مرتديًا الجلابية داخل المتحف المصري الكبير.
القصة بدأت بتداول مقطع مصور لرجل يرتدي الجلابية أثناء زيارته للمتحف، لتنهال عليه تعليقات ساخرة من بعض المستخدمين، الأمر الذي أثار غضبًا واسعًا بين المصريين الذين اعتبروا تلك السخرية إساءة للزي الشعبي الذي يمتد تاريخه لآلاف السنين.
في مواجهة ذلك، قرر عدد كبير من المصريين الرد بطريقتهم الخاصة، عبر نشر صورهم وهم يرتدون الجلابية في أماكن عامة ومنازلهم، مع تعليقات تؤكد أن “الجلابية ليست مجرد لباس تقليدي، بل رمز للبساطة والعراقة المصرية”.
وسرعان ما تصدر الوسم #تريند_الجلابية قوائم الأكثر تداولًا على المنصات المختلفة، وتحول إلى رسالة فخر ورفض للتنمر.
ورأى مغردون أن الجلابية تمثل جزءًا من التراث المصري الضارب في القدم، إذ ارتداها المصري القديم في أشكالها الأولى، واستمرت حتى اليوم رمزًا للهوية الوطنية والاعتزاز بالأصول الريفية والشعبية.
تزامن انتشار هذا التريند مع إعلان هيئة المتحف المصري الكبير عن تمديد ساعات العمل يومي السبت والأربعاء حتى التاسعة مساءً بدلًا من السادسة، نظرًا للإقبال الكبير من الزوار المصريين والعرب والأجانب. وأوضحت الهيئة أن مواعيد الزيارة في باقي الأيام من التاسعة صباحًا حتى السادسة مساءً، على أن يكون آخر موعد لشراء التذاكر الساعة الخامسة مساءً.
وجاء القرار عقب نفاد جميع تذاكر الحجز الإلكتروني وامتلاء المتحف بالسعة التشغيلية الكاملة، ما يعكس الاهتمام الشعبي الكبير بالمتحف الذي يُعد من أضخم المشاريع الثقافية في العالم.
ويقع المتحف المصري الكبير على بُعد كيلومترات قليلة من أهرامات الجيزة، وافتُتح رسميًا في مطلع نوفمبر الجاري بمشاركة واسعة من قادة وزعماء دول العالم، حيث يضم آلاف القطع الأثرية الفريدة، بما في ذلك كنوز توت عنخ آمون الكاملة المعروضة لأول مرة في مكان واحد.
وبينما يستمر الجدل حول الواقعة، يرى كثيرون أن “تريند الجلابية” نجح في تحويل موقف سلبي إلى حملة إيجابية للاحتفاء بالهوية المصرية وإبراز أصالة الزي الشعبي الذي ظل شاهدًا على تاريخ البلاد عبر العصور.



