كابول تحذر إسلام آباد: تصعيد عسكرى بعد انهيار محادثات السلام بين أفغانستان وباكستان

شهدت العلاقات بين أفغانستان وباكستان تصعيدًا جديدًا بعد فشل الجولة الأخيرة من محادثات السلام بين البلدين، حيث وجّه وزير الحدود والشؤون القبلية الأفغاني نور الله نوري تحذيرًا شديد اللهجة إلى إسلام آباد، داعيًا إياها إلى عدم اختبار صبر كابول وضبط النفس لتجنب التصعيد.
تحذير من “مواجهة مباشرة”
قال الوزير الأفغاني، وهو أحد أبرز قيادات حركة طالبان، إن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي إذا استمرت باكستان في تهديداتها أو تدخلها العسكري، مشيرًا إلى أن كابول مستعدة للدفاع عن سيادتها.
وحذّر نوري وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف من الاستهانة بعزيمة الأفغان أو الاعتماد على التفوق العسكري، مضيفًا أن على باكستان أن “تتعلم من مصير الولايات المتحدة وروسيا في أفغانستان”، في إشارة إلى إخفاق تلك القوى في إخضاع البلاد عسكريًا.
تصريحات تأتي بعد فشل محادثات السلام
وجاءت هذه التصريحات بعد أن أعلنت حكومة طالبان رسميًا فشل المفاوضات التي عُقدت في تركيا خلال الأيام الماضية، والتي كانت تهدف إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بين الجانبين.
وألقى المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد باللوم على ما وصفه بـ”النهج غير المسؤول وغير المتعاون” من الجانب الباكستاني، مشيرًا إلى أن إسلام آباد حاولت تحميل كابول مسؤولية الأمن الحدودي بالكامل دون أن تُبدي أي استعداد لتحمل نصيبها من المسؤولية.
وقال مجاهد في بيان نشر على وسائل التواصل الاجتماعي:
إن الموقف غير المسؤول وغير المتعاون للوفد الباكستاني لم يفضِ إلى أي نتيجة، رغم النوايا الطيبة لأفغانستان وجهود الوسطاء
تصاعد التوتر الأمني بين الجارتين
وكان وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف قد حذر في وقت سابق من احتمال اندلاع صراع مفتوح مع أفغانستان إذا فشلت كابول في كبح جماح الهجمات الحدودية التي تُشن من قبل حركة طالبان الباكستانية (TTP)، التي تتخذ من الأراضي الأفغانية قاعدة لعملياتها ضد باكستان.
يذكر أن البلدين عقدا محادثات في إسطنبول يوم الخميس الماضي، في محاولة لإنهاء حالة التوتر التي تصاعدت منذ أكتوبر الماضي، عقب الاشتباكات الدموية التي اندلعت على الحدود بين الجانبين، والتي اعتُبرت الأعنف منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة في كابول عام 2021.
جهود وساطة فاشلة
ورغم الجهود التي بذلتها عدة أطراف إقليمية ودولية لإنجاح الحوار، فإن المحادثات الأخيرة انتهت دون أي تقدم ملموس، ما أعاد العلاقات الأفغانية–الباكستانية إلى مربع التوتر والاتهامات المتبادلة، في ظل مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية جديدة في جنوب آسيا إذا استمر الجمود الدبلوماسي.


