وقع فضيلة الأستاذ الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، مذكرة تفاهم مع معالي الدكتور عبد المعطي، وزير التعليم الإندونيسي، تضمنت تعزيز التعاون العلمي والثقافي بين الجانبين، بما يعود بالنفع على طلاب العلم في كلٍّ من مصر وإندونيسيا.
وخلال الزيارة، دشن فضيلة رئيس الجامعة برفقة الوزير الإندونيسي الافتتاح الرسمي لقسم اللغة الإندونيسية بكلية اللغات والترجمة، مؤكدًا أن العلاقات العلمية بين مصر وإندونيسيا علاقات وثيقة تمتد جذورها عبر التاريخ، وأن رابطها الأصيل هو العلم الذي يجمع بين الشعبين.
وأشار فضيلته إلى أن لإندونيسيا مكانة خاصة في قلوب الأزهريين لما يتميز به طلابها من الأدب وحسن الخلق، مؤكدًا أن افتتاح هذا القسم الجديد يُعد إضافة مهمة للغات التي تدرّسها جامعة الأزهر، والتي يبلغ عددها نحو أربع عشرة لغة، مشيرًا إلى أن نجاح القسم واستمراريته سيكون بدعم دولة إندونيسيا من خلال توفير أفضل الأساتذة المتخصصين في اللغة الإندونيسية.
ووجَّه رئيس الجامعة خالص الشكر والتقدير لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على دعمه المتواصل لتطوير الجامعة وجهوده المخلصة في خدمة طلاب العلم في الداخل والخارج.
من جانبه، أعرب معالي وزير التعليم الإندونيسي عن بالغ تقديره للأزهر الشريف وإمامه الأكبر وجامعته العريقة، مثمنًا دورها الريادي في خدمة طلاب إندونيسيا ورعايتهم علميًّا وفكريًّا، مؤكدًا أن الأزهر كان وسيظل منارة للوسطية والاعتدال ونشر القيم الأخلاقية السامية.
وأضاف الوزير الإندونيسي في كلمته أن حكومة بلاده ستقدم منحًا دراسية خاصة لأوائل دفعات قسم اللغة الإندونيسية بجامعة الأزهر، تشجيعًا لهم على التميز العلمي، وتأكيدًا على عمق العلاقات الأكاديمية والثقافية بين الجانبين.
وقد حظي الوزير الإندونيسي ومرافقوه باستقبال مميز من فريق رياضي إندونيسي قدّم عروضًا لفنون “السيلات” التقليدية التي تعبر عن الثقافة الإندونيسية الأصيلة، في أجواء احتفالية عبّرت عن روح المحبة والتعاون بين الشعبين المصري والإندونيسي.
حضر مراسم التوقيع والافتتاح عدد من قيادات جامعة الأزهر، منهم: الدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والدكتور سيد بكري، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور مصطفى عبد الغني، نائب رئيس الجامعة لفرع البنات، والدكتور خالد عباس، عميد كلية اللغات والترجمة، والدكتور محمد مدبولي، وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث، والدكتور وائل عثمان، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتور حسام بدر، المشرف على قسم اللغة الإندونيسية، إلى جانب حضور رسمي من الجانب الإندونيسي، ضم الدكتور لطفي رؤوف، سفير إندونيسيا بالقاهرة، والدكتور عبد المتعالي دمياطي، المستشار التعليمي للسفارة، وعددًا من مسؤولي وزارة التعليم الإندونيسية وأعضاء هيئة التدريس.
واختُتمت مراسم توقيع البروتوكول بتبادل الدروع التذكارية بين الجانبين، وتكريم كلٍّ من الدكتور لطفي رؤوف، سفير إندونيسيا بالقاهرة، والدكتور عبد المتعالي دمياطي، المستشار التعليمي للسفارة، تقديرًا لجهودهما في افتتاح القسم.
كما أهدى الجانب المصري الوفد الإندونيسي نسخة من كتاب «الموجز اللطيف في علاقة إندونيسيا بالأزهر الشريف» بحضور مؤلفه الدكتور حسام شاكر، عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام.
وشهدت فعاليات الافتتاح حضورًا مكثفًا من طلاب كلية اللغات والترجمة وأعضاء هيئة التدريس، وسط مراسم احتفالية شملت عروضًا فنية وثقافية إندونيسية مميزة تحت شعار:«بقوة الإيمان والأخلاق نتقدم».
تأتي هذه الخطوة تأكيدًا على الدور الريادي لجامعة الأزهر في مدّ جسور التعاون العلمي والثقافي مع مختلف دول العالم، وترسيخ رسالتها العالمية في نشر العلم والوسطية، وتخريج أجيال تحمل رسالة الأزهر في التسامح والتعايش.
ويُعد افتتاح قسم اللغة الإندونيسية وآدابها بكلية اللغات والترجمة تتويجًا لمسيرة طويلة من العلاقات المتميزة بين الأزهر الشريف وجمهورية إندونيسيا، وخطوة واعدة نحو مزيد من التبادل الأكاديمي والثقافي بين الشعبين الصديقين
