تقارير

الهند وإسرائيل توقعان اتفاقية دفاعية رئيسية… ما تأثيرها على الشرق الأوسط؟

كتبت: سارة محمود

 

وقعت الهند وإسرائيل يوم الثلاثاء اتفاقية دفاعية تُسهّل تبادل التقنيات المتقدمة، وتعزز التطوير والإنتاج المشترك لأنظمة الأسلحة والمعدات العسكرية الرئيسية، في خطوة هامة لتعزيز علاقاتهما الاستراتيجية المتينة أصلاً

وُقّعت مذكرة التفاهم في تل أبيب عقب اجتماع مجموعة العمل المشتركة الهندية-الإسرائيلية المعنية بالتعاون الدفاعي، وأعلنت وزارة الدفاع الهندية أن مذكرة التفاهم بشأن التعاون الدفاعي وُقّعت لتوفير “رؤية موحدة وتوجه سياسي لتعميق التعاون الدفاعي القوي أصلاً بين البلدين”.

وأضافت أن “الشراكة الدفاعية بين الهند وإسرائيل راسخة، وتستند إلى ثقة متبادلة عميقة ومصالح أمنية مشتركة”، وأشارت الوزارة إلى أن مذكرة التفاهم حددت مجموعة واسعة من مجالات التعاون التي ستعود بالنفع على كلا البلدين.

وذكرت الوزارة في بيان لها: “تشمل المجالات المهمة الحوارات الاستراتيجية ذات الاهتمام المشترك، والتدريب، والتعاون الصناعي الدفاعي، والقدرات، بما في ذلك العلوم والتكنولوجيا، والبحث والتطوير والابتكار التكنولوجي، والذكاء الاصطناعي، والتعاون في مجال الأمن السيبراني”.

وأضافت: “ستتيح مذكرة التفاهم تبادل التكنولوجيا المتقدمة، وستعزز التطوير والإنتاج المشترك”.

اقرأ أيضاً:سفير الهند بالقاهرة يوجه رساله للسيسي والمصريين بمناسبة افتتاح المتحف المصري

 

تعاون تكنولوجي مستقبلي

 

وأوضحت الوزارة أن مجموعة العمل المشتركة استعرضت مبادرات التعاون الدفاعي الجارية، واتفقت على أن كلا البلدين استفاد من نقاط قوة الآخر، كما ناقش الجانبان مجالات التعاون المستقبلية المحتملة في مجال التكنولوجيا، بالإضافة إلى تعزيز القدرات التشغيلية.

وأضافت: “كما ناقشا قضايا مختلفة، بما في ذلك التحديات المشتركة التي يفرضها الإرهاب، وأكدا عزمهما الجماعي على مكافحة هذا التهديد”.

 

ماذا تعني هذه الاتفاقية للهند؟

 

في هذا السياق، قال محمد ريحان رجبوت، المحلل والباحث في الشؤون الاستراتيجية والجيوسياسية في تصريح لـ “داي نيوز” إن هذه الإتفاقية ستعزز بشكل كبير قدرات الهند في مجال التكنولوجيا الدفاعية، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والأنظمة ذاتية التحكم، والأمن السيبراني، والأسلحة الدقيقة. في حين أن الهند رائدة بالفعل في مجال البرمجيات وتكنولوجيا الفضاء، تكمن قوة إسرائيل في الابتكارات المُجرّبة في المعارك، لا سيما في الطائرات بدون طيار، والحرب الإلكترونية، وأجهزة الاستشعار، وأنظمة القيادة المُدارة بالذكاء الاصطناعي.

 

وأوضح رجبوت أنه يُمكن للبلدين الانتقال من “القوة القائمة على الاستيراد” إلى أنظمة محلية مُصممة بشكل مشترك، مما يُقلل الاعتماد على الموردين الغربيين، ويمنح الهند إمكانية الوصول إلى أحدث الأبحاث والتطوير، والنماذج الأولية الأسرع، وتقنيات ساحة المعركة الفورية. تدمج هذه الشراكة بشكل أساسي حجم الهند وقدرتها الإنتاجية مع الابتكار التكتيكي الإسرائيلي، وهو مزيج يُمكن أن يدفع الهند إلى مُنافسة عالمية لمُنتجي التكنولوجيا الدفاعية المُتقدمة خلال هذا العقد.

أقرأ أيضاً: «زاهي حواس» في مقابلة مع قناة عبرية ردا على سؤال زيارة إسرائيل للمتحف المصري

 

مكافحة الإرهاب الحدودي

 

وأضاف الباحث أن تبادل المعلومات الاستخباراتية المشتركة، وأنظمة المراقبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتقنيات مكافحة الطائرات المسيرة والدفاع السيبراني، وبرامج تدريب القوات الخاصة سيتيح للبلدين مكافحة الإرهاب. فإن إسرائيل تتمتع بخبرة واسعة في تقنيات مكافحة الإرهاب – مثل مراقبة الحدود، والتحليلات التنبؤية، وتكتيكات حرب المدن – والتي يمكن للهند تكييفها لمواجهة تحدياتها الخاصة. تتيح الاتفاقية نقل التكنولوجيا في الوقت الفعلي، والتدريب القائم على المحاكاة، وأنظمة الاستخبارات المتكاملة، مما يسمح للجانبين بتوقع التهديدات الإرهابية وتحييدها بشكل أسرع. كما أنها تُحوّل مكافحة الإرهاب من نموذج تفاعلي إلى نموذج استباقي قائم على البيانات، ويركز على التكنولوجيا.

 

تأثير الاتفاقية على الشرق الأوسط

 

وأوضح اللواء سمير فرج، الخبير المصري في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، لموقع “داي نيوز” الإخباري إن هذه الاتفاقية ستحدث الكثير من التغيرات في المجال التكنولوجي، لأن الهند وإسرائيل هما أقوى دولتان فى العالم في مجال تكنولوجيا المعلومات، وعندما يتحدوا معا في هذا المجال ويتبادلوا الخبرات سيكون لهذا أثر كبير.

كما لفت الخبير إلى أن هذا الإتحاد قد حدث لأن باكستان والسعودية قد قامتا بإتفاقية دفاعية، ولأن الهند وباكستان ليسا على وفاق، ولذلك يعتقد الخبير أن هذا التحالف التكنولوجي الكبير سيحدث الكثير من التغيرات في المنطقة الفترة القادمة.

Sara Mahmoud

سارة محمود كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي والباكستاني خبرة 8 سنوات في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل: فرسان للأخبار الإماراتية، وموقع العين الإخبارية، وأبلكيشن الزبدة الإخباري وداي نيوز الإخباري، ونافذة الشرق الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة، وكذلك كتابة اسكريبت فيديوجراف وإنفوجراف. أهتم بالتحليل السياسي والإعلامي لدول جنوب شرق آسيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى