أخبار دولية

إطلاق سراح فرنسيين محتجزين في إيران

في تطور دبلوماسي يُعزى إلى صفقة تبادل محتجزين، أعلنت السلطات الإيرانية مساء الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 عن إطلاق سراح المواطنين الفرنسيين سيسيل كولر (41 عاماً) وجاك باريس (72 عاماً) بعد احتجازهما لأكثر من ثلاث سنوات في سجن إيفين الشهير بطهران.

وصف الإفراج بأنه “مشروط” و”بكفالة”، مع وضعهما تحت المراقبة القضائية حتى اكتمال الإجراءات القانونية المعلقة، وفقاً لبيان صادر عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الذي أكد أن التهم الموجهة إليهما تتعلق بـ”الأمن القومي” وأن القاضي المختص هو من أصدر قرار الكفالة.

 ردود الفعل الفرنسية

أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن “ارتياح هائل” لهذه الخطوة في تغريدة على منصة “إكس”، مشيراً إلى أن كولر وباريس “خرجا من سجن إيفين وفي طريقهما إلى السفارة الفرنسية في طهران”. وأضاف: “أرحب بهذه الخطوة الأولى، والحوار مستمر للسماح بعودتهما إلى فرنسا بأسرع وقت ممكن”.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن الزوجين الآن “بأمان” داخل السفارة، ووصفهما بأنهما “في حالة جيدة جسدياً وعقلياً ومرتاحان”. وأوضح بارو في مقابلة تلفزيونية أنه اتصل بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لـ”الثناء على هذه الخطوة”، مع التأكيد على أن الإفراج يُشير إلى تحسن محتمل في العلاقات الثنائية المتوترة تاريخياً.

كما أعربت لجنة الدعم الفرنسية المشكلة للدفاع عن كولر وباريس عن “فرحة هائلة” و”امتنان لا نهائي” لكل من ساهم في هذا الإنجاز، مشددة على أن الزوجين كانا يعيشان “يأساً شديداً” في أشهرهم الأخيرة، كما ورد في مكالمة هاتفية نادرة مع أقاربهم.

 خلفية الاعتقال: اتهامات بالتجسس وسنوات من المفاوضات

اعتُقل كولر، معلمة الفرنسية وناشطة نقابية، وباريس، معلم الرياضيات السابق، في مايو 2022 أثناء زيارة سياحية إلى إيران.

واجه الزوجان اتهامات بـ”العمل لصالح الاستخبارات الفرنسية” و”التعاون مع إسرائيل”، أدت إلى حكم أولي في محكمة ثورية بطهران الشهر الماضي يصل إلى 63 عاماً سجناً مجتمعين (20 عاماً لكولر و17 لباريس)، بعد محاكمة سرية أثارت انتقادات حقوقية.

نفت فرنسا هذه التهم تماماً، ووصفتها بـ”الأرضية”، معتبرة الاعتقال جزءاً من استراتيجية إيرانية متعمدة لاحتجاز “رهائن دولة” لاستخراج تنازلات سياسية أو دبلوماسية.

وكان الزوجان آخر فرنسيين معروفين محتجزين في إيران، بعد إطلاق سراح آخرين في الأشهر السابقة، حيث بلغ عددهم سبعة في عام 2022.

شهدت فترة الاحتجاز ظروفاً قاسية، بما في ذلك عرض “اعترافات مُجبرة” لكولر على التلفزيون الإيراني في أكتوبر 2022، وصفها نشطاء حقوقيون بـ”شكل من أشكال التعذيب”.

كما أثار غارات إسرائيلية على إيران في يونيو الماضي، بما فيها على سجن إيفين الذي أودى بحياة 80 شخصاً، مخاوف أمنية إضافية، مما دفع السلطات الفرنسية إلى نقل الزوجين مؤقتاً إلى مكان سري.

 الصفقة التبادلية: دور الطالبة الإيرانية في الإفراج

يُعتقد أن الإفراج جاء نتيجة صفقة تبادل مع الطالبة الإيرانية مهدية اسفندياري، التي اعتُقلت في فرنسا أوائل هذا العام في مدينة ليون بسبب منشوراتها “المعادية لإسرائيل” على وسائل التواصل الاجتماعي.

أُطلق سراحها بشروط في أواخر أكتوبر، مما فتح الباب أمام مفاوضات مكثفة دامت سنوات بين باريس وطهران حول المواطنين الفرنسيين المحتجزين. نفت إيران دائماً اتهامات فرنسا بـ”الاحتجاز التعسفي” والتعذيب، معتبرة الإجراءات قانونية تماماً.

التأثيرات الدبلوماسية: خطوة نحو التهدئة أم استمرار التوتر؟

يُنظر إلى هذه الخطوة كإشارة إيجابية نحو تهدئة التوترات بين باريس وطهران، خاصة في ظل التحديات الإقليمية الراهنة.

ومع ذلك، تظل العلاقات هشة، حيث تطالب فرنسا بإطلاق سراح نهائي فوري، بينما تؤكد إيران أن الإجراءات القانونية ستستمر.

يتوقع أن يغادر كولر وباريس إيران خلال أيام، عائدين إلى فرنسا بعد سنوات من المعاناة، فيما قد يُمهد هذا الإفراج لتفاهمات أوسع في ملفات أخرى، مثل البرنامج النووي أو حقوق الإنسان.

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى