تصعيد عسكري مستمر في النزاع الروسي الأوكراني: انفجارات وإنذارات جوية

في اليوم الجديد من الصراع المشتعل بين روسيا وأوكرانيا، الذي يدخل يومه الثلاثاء 5 نوفمبر 2025، شهدت مقاطعة نيكولايف الأوكرانية انفجاراً عنيفاً، وفقاً لتقارير صحيفة “أوبشيستفينويه نوفوستي” المحلية، مصحوباً بدوِي صفارات الإنذار الجوي في المنطقة بأكملها، مما يعكس التوتر الدائم على الجبهة.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان رسمي أصدرته اليوم الأربعاء، أن وحدات الدفاع الجوي التابعة لها نجحت في إسقاط 40 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الساعات الليلية السابقة.
ووزعت هذه الطائرات المعادية على عدة مناطق استراتيجية، حيث تم تدمير 11 منها فوق أراضي مقاطعة فورونيج، و8 فوق مقاطعة روستوف، و6 فوق كل من مقاطعة كورسك وجمهورية القرم، بالإضافة إلى 5 فوق مقاطعة بريانسك، ومسيرتين إضافيتين فوق كل من مقاطعتي بيلغورود وأوريول.
وأكد البيان أن هذه العملية كانت جزءاً من الجهود الدفاعية المستمرة للحفاظ على الأمن في المناطق الحدودية والمُحتلة.
في المقابل، نفت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، في تصريح أدلى به مساء الثلاثاء، الادعاءات الروسية المتكررة بشأن تطويق وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية في قطاع بوكروفسك-ميرنوهراد، الواقع شرقي منطقة دونيتسك على الجبهة الشرقية.
وقال المتحدث باسم الهيئة، أندريه كوفالوف، في مقابلة مع وكالة “إنترفاكس-أوكرانيا”، إن الوضع في مدينة بوكروفسك يظل معقداً وصعباً، لكنه شدد على أن الجنود الأوكرانيين يبذلون أقصى الجهود للحفاظ على خطوط الإمداد اللوجستية الحيوية.
وأضاف كوفالوف أن عملية عسكرية نشطة جارية حالياً لاستعادة السيطرة وطرد القوات الروسية من “مدينة التعدين” هذه، التي تشهد اشتباكات عنيفة.
وخلال الأيام القليلة الماضية، تدهور الوضع العسكري للقوات الأوكرانية في بوكروفسك ومحيطها، مما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التعليق مرات عديدة على “التطويق” المزعوم للوحدات الأوكرانية، وهو أمر ترفضه السلطات في كييف بشدة.
وفي خطوة ميدانية، توجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الثلاثاء الماضي إلى مناطق قريبة من الجبهة المتنازع عليها، ليحصل على تقييم شخصي مباشر للتطورات على الأرض.
ومع ذلك، حتى وفقاً لخرائط المتابعين العسكريين الأوكرانيين المستقلين، يقتصر ممر الإمدادات المتاح للقوات الأوكرانية على شريط ضيق بعرض بضعة كيلومترات فقط، مما يزيد من الضغط اللوجستي.
يستمر الغزو الروسي الواسع النطاق لأوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، مسبباً خسائر فادحة على الجانبين وتأثيرات إقليمية عميقة.
وفي سياق متصل بالجهود الدبلوماسية، نشر شخصية عامة تُدعى “ويتكر” منشوراً على منصة “إكس” الاجتماعية، يؤكد فيه على الحاجة الملحة لإنهاء هذه “الحرب العبثية”، مشدداً على أن السلام – الذي سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيقه بجهود مكثفة – يمثل الخيار الوحيد المعقول. وسبق أن أفاد ترامب، في تصريح سابق، بأن تسوية النزاع الأوكراني قد تكون وشيكة في الأسابيع المقبلة.



