هجمات قرصنة متجددة قبالة الصومال: سيطرة محتملة على سفينة صيد إيرانية

في تطور مقلق يعيد إلى الأذهان أيام القرصنة النشطة في المحيط الهندي، أفادت شركة أمبري المتخصصة في الأمن البحري يوم الثلاثاء 4 نوفمبر 2025، باستلام إشارة تشير إلى سيطرة جماعة من الأفراد غير المحدد عددهم على متن سفينة صيد تحمل العلم الإيراني.
وقع الحادث على بعد حوالي 332 ميلاً بحريًا جنوب شرق مدينة مقديشو، عاصمة الصومال، مما يثير مخاوف من عودة التهديدات الأمنية في المنطقة.
وفي سياق متصل، أبلغت مصادر مطلعة في مجال الشحن البحري عن هجوم مسلح وقع في اليوم السابق، الاثنين، على ناقلة شحن تجارية قرب شواطئ مقديشو. وفقًا للتقارير، حاول مهاجمون الصعود إلى متن السفينة قبل أن يلجأوا إلى إطلاق النار عليها، في محاولة للاستيلاء عليها.
وإذا ثبتت صحة هذا الحادث، فسيُعد أول عملية قرصنة صومالية موجهة ضد سفينة شحن تجارية منذ شهر مايو 2024، مما يعزز المخاطر المحتملة على طرق نقل الوقود والسلع الحيوية عبر هذه المياه الاستراتيجية.
في مذكرة أصدرتها مجموعة فانغارد البريطانية، الشريكة في إدارة المخاطر البحرية، وُصف الحدث بأنه وقع على بعد نحو 332 ميلاً بحريًا من الساحل الصومالي، حيث اقترب أربعة مهاجمين مسلحين على متن زورق صغير من الجانب الأيمن للسفينة، وفتحوا نيرانًا كثيفة. ردًا على ذلك، أعلن طاقم السفينة حالة الطوارئ فورًا، وزاد من سرعتها، ونفذ مناورات تكتيكية للالتفاف حول المهاجمين. كما ساهم فريق الحراسة المسلح على متنها في صد الهجوم بفعالية عالية، مما منع أي خسائر مادية أو إصابات بشرية.
أما السفينة المستهدفة في هذا الهجوم، فقد حددتها المصادر باسم “ستولت ساغالاند”، وهي ناقلة تحمل راية جزر كايمان وتخصصها نقل المواد الكيميائية. أكدت شركة “ستولت-نيلسن”، المسؤولة عن تشغيلها، تعرض السفينة لهذا الاعتداء في ساعات الصباح الأولى من يوم الاثنين، مشيرة إلى أن المحاولة انتهت بالفشل التام. وأعربت الشركة عن ارتياحها لسلامة جميع أعضاء الطاقم، الذين تعاملوا مع الواقعة بسرعة ومهنية تامة.
من جانبها، أعلنت البعثة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي (EUNAVFOR) أنها بدأت تحقيقًا فوريًا في تفاصيل الهجوم، بهدف تحديد الجهة المسؤولة وتقييم التهديدات المستقبلية. ويأتي هذا التحقيق في أعقاب إنذار أصدرته نفس البعثة في 28 أكتوبر الماضي، حيث حذرت من احتمال نشاط جماعة قراصنة في المناطق المحيطة بالساحل الصومالي. ودعت البعثة السفن العابرة للمنطقة إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة، مع الحفاظ على حالة تأهب كاملة لمواجهة أي محاولات اعتداء محتملة.
تشير هذه التطورات إلى تصاعد التوترات الأمنية في مضيق عدن والمحيط الهندي، حيث كانت حالات القرصنة قد هدأت نسبيًا في السنوات الأخيرة، لكنها تبدو الآن على وشك العودة بقوة أكبر، مما يهدد الاستقرار التجاري العالمي.



