أخبار عربية

الجيش السوداني يؤمن الأبيض ويفرض حصارًا كاملاً على بارا في شمال كردفان

في تطورات ميدانية حاسمة ضمن الصراع المسلح الدائر في السودان، أعلنت مصادر عسكرية رفيعة المستوى في الجيش السوداني، اليوم الإثنين، عن تأمين كامل لمدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، مع سيطرة القوات المسلحة على عدة قرى محيطة بها.

وأكدت المصادر في تصريحات خاصة  أن الإمدادات التموينية والغذائية تتدفق إلى المدينة بشكل طبيعي ومنتظم، نافيةً تمامًا وجود أي حركة نزوح جماعية كبيرة كما يُشاع في بعض التقارير.

 تقدم نحو بارا وإكمال الحصار

أفادت المصادر ذاتها بأن القوات الجيشية، مدعومة بقوات متحالفة، تواصل تقدمها السريع نحو مدينة بارا، الواقعة على بعد 40 كيلومترًا شمال الأبيض، والتي لا تزال تحت سيطرة قوات الدعم السريع. وأوضحت أن الجيش أكمل عملية حصار المدينة من جميع الجهات، مما يعزل قوات الدعم السريع داخلها ويحد من حركتها.

كما كشفت المصادر عن شن طائرات الجيش غارات جوية مكثفة على مواقع تمركز قوات الدعم السريع ومخازن أسلحتها في مدينة أم بادر، الواقعة شمال كردفان في الجهة الغربية المتاخمة لإقليم دارفور، مما أدى إلى تدمير كميات كبيرة من العتاد العسكري.

 موجة نزوح وانتهاكات مزعومة

في المقابل، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أمس الأحد عن نزوح أكثر من 1200 شخص من محليتي بارا وأم روابة في ولاية شمال كردفان خلال اليومين الماضيين فقط.

وأشارت المنظمة إلى أن النازحين توجهوا نحو مناطق آمنة داخل محلية شيكان بشمال الولاية، بالإضافة إلى محليات الدويم، تندلتي، كوستي، وربك في ولاية النيل الأبيض المجاورة.

من جانبها، حذرت الأمم المتحدة من فرار عشرات الآلاف من سكان شمال كردفان مع اتساع رقعة الاشتباكات، مشيرة إلى أن هذه الموجة الجديدة من النزوح جاءت عقب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة بارا الاستراتيجية، وسط تقارير موثقة عن وقوع انتهاكات واسعة النطاق بحق المدنيين، بما في ذلك النهب والاعتداءات.

 سيطرة على الفاشر وردود الفعل

يأتي هذا التصعيد بعد أسبوع واحد فقط من سيطرة قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور غرب البلاد.

أدت هذه السيطرة إلى نزوح آلاف المدنيين، وسط اتهامات شديدة اللهجة من منظمات دولية وإغاثية لقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم مروعة، بما في ذلك القتل خارج نطاق القانون والعنف الجنسي.

ردت قوات الدعم السريع على هذه الاتهامات بنفي وقوع انتهاكات واسعة، مع الإقرار ببعض “التجاوزات الفردية”، وأعلنت تشكيل لجان تحقيق داخلية لمحاسبة أي مرتكبين.

خلفية الصراع وأزمته الإنسانية

يعاني السودان منذ أبريل 2023 من حرب أهلية دامية بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص داخليًا وخارجيًا. تصف الأمم المتحدة هذا الصراع بأنه “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، مع انتشار المجاعة والأمراض في مناطق واسعة، وانهيار الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم.

تستمر الجهود الدولية لوقف إطلاق النار، لكن الاشتباكات تتوسع يوميًا، مما يهدد بتقسيم البلاد وتعميق الكارثة الإنسانية.

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى