«زاهي حواس» في مقابلة مع قناة عبرية ردا على سؤال زيارة إسرائيل للمتحف المصري

أجرى عالم الآثار المصري الشهير، الدكتور زاهي حواس، الذي شغل منصب وزير السياحة والآثار المصري مرتين، مقابلة تلفزيونية مع قناة “كان” التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، في سياق الترويج لافتتاح المتحف المصري الكبير (GEM) مؤخرًا.
جاءت المقابلة في أعقاب الافتتاح الرسمي للمتحف في مطلع نوفمبر 2024، وهو يُعتبر أكبر مجمع متاحف أثرية في العالم مخصصًا لحضارة واحدة، وهي الحضارة المصرية القديمة.
ركزت المقابلة بشكل أساسي على أهمية المتحف كحدث ثقافي وسياحي عالمي، مع لمسة سياسية خفيفة عندما سُئل حواس عن إمكانية زيارة الإسرائيليين للمتحف، مما أثار اهتمامًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
سياق المقابلة ومحتواها الرئيسي
– وصف المتحف ودور حواس فيه: بدأ حواس المقابلة بوصف افتتاح المتحف بأنه “أهم حدث في العالم كله، لأن هذا ليس متحفًا فقط، إنما مؤسسة ثقافية أثرية سياحية تعليمية على أعلى مستوى”. أكد أن موقعه الاستراتيجي على مشارف أهرامات الجيزة، إحدى عجائب الدنيا السبعة، يجعله رمزًا للحفاظ على التراث المصري.
وأضاف أنه شارك شخصيًا في بناء المتحف منذ البداية، قائلًا: “أنا بنيت هذا المتحف، أنا والفنان فاروق حسني، وبدأنا في 2002، وحضور افتتاح المتحف يمثل مثل فرحة كبيرة بالنسبة لي”.
– تاريخ بناء المتحف: وضع الرئيس الراحل حسني مبارك حجر الأساس للمشروع في عام 2002، وبدأت أعمال التهيئة في مايو 2005 بإزالة المخلفات من الموقع. توقفت الأعمال لسنوات بسبب الظروف السياسية، ثم استؤنفت في 2014 خلال عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وجه بتوسيع المشروع ليصبح أكبر متحف في تاريخ الإنسانية
بين 2017 و2023، اكتملت الإنشاءات، بما في ذلك البنية التحتية الرقمية، سيناريو العروض، المناطق الخدمية، أنظمة التذاكر والتأمين، والحدائق ومواقف السيارات. في أكتوبر 2024، بدأ التشغيل التجريبي، تلاه الافتتاح الرسمي في نوفمبر 2024.
السؤال الحساس والرد الشهير
– خلال المقابلة، وجه المراسل الإسرائيلي سؤالًا مباشرًا إلى حواس حول إمكانية زيارة “الإسرائيليين” للمتحف المصري الكبير، في إشارة إلى التوترات السياسية بين مصر وإسرائيل، خاصة في ظل الوضع الإقليمي الحالي.
– رد حواس بثقة ووضوح، قائلًا: “هذا سؤال لا يوجه لي من فضلك، هذا لا يُسأل. المتحف مفتوح لكل الناس في كل مكان في الدنيا”. هذا الرد يعكس موقفًا رسميًا مصريًا يؤكد على الطابع الثقافي العالمي للمتحف، بعيدًا عن الاعتبارات السياسية، ويُعتبر رسالة سلام ثقافيًا في سياق الدعاية للسياحة المصرية.
ردود الفعل والانتشار
– انتشر مقطع الفيديو من المقابلة بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة على “إكس” (تويتر سابقًا)، حيث وصفه بعض المستخدمين بأنه “ترحيب دبلوماسي” بـ”ولاد العم” (كناية عن الإسرائيليين)، بينما اعتبر آخرون أنه تأكيد على مبدأ المساواة في الوصول إلى التراث الإنساني.
على سبيل المثال، نشر الصحفي هشام فريد منشورًا يلخص الرد بـ”أعلن د. زاهي حواس ترحيبه بزيارة ‘ولاد العم’ إلى المتحف المصري الكبير”، مع مقطع فيديو قصير يظهر حواس في سياق المتحف.
– هذا الرد يأتي في سياق سابق لجدل حول حواس، حيث أثار ظهوره في بودكاست “ذا جو روغان إكسبيريانس” في مايو 2024 جدلًا في مصر، بعد وصف روغان للحلقة بـ”الأسوأ” في تاريخ البودكاست بسبب دفاع حواس الشرس عن الحضارة المصرية ضد نظريات المؤامرة حول بناء الأهرامات.
رد حواس لاحقًا بأن روغان كان يروج لأوهام، وأنه طرد سابقًا شخصًا يدعى كران هاري لترويجه أفكارًا مشابهة.



