أخبار مصر

السر وراء طرد الشركة الإيرلندية من مشروع المتحف المصرى الكبير …مخطط أحبطته المخابرات المصرية

في حدث ثقافي تاريخي شهدته مصر مؤخرًا، ألقى الدكتور جمال شقرة، المؤرخ المصري البارز، الضوء على محاولة إسرائيلية خبيثة للتدخل في مشروع المتحف المصري الكبير، من خلال شركة إيرلندية مسؤولة عن رسم خطط البناء والتصميم.

وفقًا لشقرة، الذي تحدث في مقابلة على قناة “تن” المصرية، كانت هذه الشركة تسعى إلى فرض عناصر رمزية تمنح المتحف طابعًا يهوديًا، مما دفع الجهات الأمنية المصرية إلى التصدي لهذه المؤامرة بسرعة.

يروي شقرة أنه أثناء عرض نموذج مصغر (ماكيت) قدمته الشركة الإيرلندية، لاحظ مع رفيق له من الشخصيات البارزة في المشروع، محاولات واضحة للتلاعب. فقد اقترحت الشركة تلوين جدران المتحف بلمسات يهودية، بالإضافة إلى تصميم يجعل أشعة الشمس تتعامد مباشرة على تمثال رمسيس الثاني باتجاه القدس، مع إبراز رموز يهودية في الرسومات والتصاميم العامة. ي

صف شقرة هذا التصميم بأنه يهدف إلى ربط رمسيس بالأهرامات ثم بالقدس، في محاولة للالتفاف على التراث المصري القديم وإدخال عناصر خارجية.

لم يتردد شقرة في الرد الفوري؛ فقد أعد تقريرًا مفصلاً قدمه إلى الجهات المختصة، مما أدى إلى إنهاء العقد مع الشركة الإيرلندية على الفور وطردها من المشروع.

ويؤكد أن جهاز المخابرات العامة المصري لعب دورًا حاسمًا في كشف هذه المخططات، حيث استشار خبراء لتحليل التصميم وتأكيد نواياها “الخبيثة”. يضيف شقرة أن مثل هذه المحاولات ليست مستحيلة إذا لم يكن هناك يقظة، لكنه يثني على كفاءة الأجهزة الأمنية المصرية التي منعت أي اختراق محتمل.

تأتي هذه الكشوفات في سياق الاحتفال بافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أضخم متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، ويقع على مساحة شاسعة تبلغ 490 ألف متر مربع عند سفح أهرامات الجيزة. يحتوي المتحف على أكثر من 100 ألف قطعة أثرية نادرة، بما في ذلك المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون (التي تضم 5,400 قطعة)، وتمثال رمسيس الثاني المهيب الذي يزن 83 طنًا، ومركب الملك خوفو الثاني، بالإضافة إلى مجموعة الملكة حتشبسوت الملكة.

بدأت فكرة المتحف على يد الوزير السابق للثقافة فاروق حسني، وتم وضع حجر الأساس في عام 2002 على يد الرئيس الأسبق حسني مبارك. ومع تكلفته الإجمالية التي تجاوزت 1.2 مليار دولار، يمثل المتحف رمزًا للتراث المصري العريق.

أما حفل الافتتاح الذي جاء مساء السبت الماضي، فقد شهد مشاركة 79 وفدًا رسميًا، منها 39 وفدًا يترأسها ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، مما يعكس أهميته العالمية في مجال الثقافة والحضارة.

يُعد هذا الحدث تذكيرًا بتحديات المشاريع الثقافية الكبرى، حيث واجه المتحف عقبات متعددة قبل الوصول إلى مرحلة البناء النهائية، لكنه نجح في الحفاظ على هويته المصرية الأصيلة بفضل اليقظة والحزم.

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى