إسرائيل ترفع حالة التأهب في الشمال: رصد إعادة بناء قوات حزب الله بدعم إيراني
في ظل التوترات المتصاعدة على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، مع استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية على جنوب لبنان ومناطق أعمق، ووسط ضغوط أمريكية متزايدة على الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله، أعلنت إسرائيل عن رفع مستوى الاستعداد العسكري في شمالها تحسباً لمواجهة محتملة.
وفقاً لتقارير استخباراتية إسرائيلية نشرتها صحيفة “معاريف”، رصدت القيادة الشمالية وشعبة الاستخبارات تحركات مكثفة لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية، تهدف إلى إعادة ترميم قدراته العسكرية بدعم مباشر من إيران.
وتشمل هذه التحركات بناء منظومات دفاعية متقدمة شمال نهر الليطاني، بالإضافة إلى مناطق البقاع وجنوب بيروت.
إعادة بناء وحدة “الرضوان” واستخراج الأسلحة المخفية
أبرز التقارير الإسرائيلية أن حزب الله يركز جهوده على إعادة تشكيل قوات “الرضوان”، وهي الوحدة النخبوية التي فقدت عشرات من قادتها في الاشتباكات السابقة مع إسرائيل خلال العام الماضي. كما يحاول الحزب استخراج أسلحة مدفونة في مخابئ سبق أن قصفتها القوات الإسرائيلية.
هذا التفسير يأتي ليبرر تكثيف إسرائيل هجماتها على الجرافات والحفارات في جنوب لبنان، حيث تُعتبر هذه الآليات جزءاً من عمليات الحفر والإخفاء. وفي حادثة حديثة، استهدفت مسيرة إسرائيلية حفارة متوقفة داخل مدينة الخيام.
رد إسرائيلي حازم ومهلة نهائية
تصف تل أبيب هذه الأنشطة بأنها انتهاك صارخ لقرارات الأمم المتحدة، وتهديد مباشر لأمن سكان شمال إسرائيل. وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية استمرار العمليات بوتيرة عالية لإحباط محاولات الحزب، مع استعداد لتصعيد الهجمات إذا لزم الأمر.
يأتي هذا التطور مع اقتراب نهاية العام، الذي حددته إسرائيل كمهلة أخيرة لنزع سلاح حزب الله. وفي تصريحات حديثة، هدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس بعدم التساهل مع أي تهديد لسكان الشمال.
مخاوف من تصعيد إقليمي
وسط هذه التطورات، يعبر مراقبون عن قلقهم من أن يؤدي التصعيد العسكري والضغوط السياسية إلى جر لبنان نحو مواجهة مفتوحة جديدة، مما قد يعيد المنطقة بأكملها إلى حلقة من الصراعات الدامية.
