شهدت القاهرة حدثا ثقافيا عالميا مع افتتاح المتحف المصري الكبير بالقرب من أهرامات الجيزة يوم السبت 1 نوفمبر، بمشاركة الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو كضيف شرف، في حضور رفيع المستوى ضم نحو 80 وفدًا رسميًا، بينهم 40 وفدًا ترأسها ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات من مختلف القارات.
ويعد المتحف المصري الكبير اليوم أكبر متحف أثري مخصص لحضارة واحدة في العالم، إذ يضم ما يزيد على 100 ألف قطعة أثرية توثّق تاريخ مصر القديمة على مدى آلاف السنين، من بينها المجموعة الكاملة لكنوز الفرعون الشهير توت عنخ آمون، التي تعرض لأول مرة متكاملة في مكان واحد، بما في ذلك القناع الذهبي والتماثيل الخشبية والمقتنيات الملكية النادرة.
ونشر الرئيس بيترو على حسابه الرسمي في منصة “إكس” رسالة قصيرة عبر فيها عن تقديره لهذا الحدث العالمي، قائلاً: “لقد تمت دعوتي إلى هذا الافتتاح المذهل في القاهرة، للمتحف المصري الكبير. إنه قطعة أساسية من الحضارة الإنسانية.” وقد لاقت رسالته تفاعلاً واسعًا من متابعيه، خاصة من المهتمين بالشأن الثقافي والتراث العالمي.
وأكد الرئيس بيترو خلال مشاركته أن الثقافة تشكل جسرًا للتواصل بين الشعوب بعيدًا عن السياسة التقليدية، مشيرًا إلى أن الحفاظ على التراث الإنساني يصنع أرضية مشتركة للتعاون الدولي في مجالات السياحة والتعليم والتنمية المستدامة. كما شدد على أن الحوار الثقافي بات أداة مؤثرة في الدبلوماسية الحديثة، خاصة في منطقة تشهد تفاعلات حضارية تمتد لآلاف السنين مثل الشرق الأوسط.
ويقام المشروع الثقافي العملاق على مساحة تتجاوز 470 ألف متر مربع، واستغرق إنشاؤه قرابة عقدين بتكلفة تقارب مليار دولار، ليصبح صرحًا معمارياً ومركزاً عالمياً للأبحاث والترميم والتعليم الأثري، وجاذبًا سياحيًا يتوقع أن يستقطب ملايين الزوار سنويًا.
وبحسب بيان وزارة الخارجية الكولومبية، تعكس مشاركة الرئيس بيترو توجهًا جديدًا لبلاده في الانفتاح على المنطقة العربية وتعزيز الحضور في إفريقيا، عبر توسيع التعاون الأكاديمي والثقافي وتشجيع التبادل السياحي. وأشارت إلى أن هذا الحضور “يؤكد مركزية الثقافة في السياسة الخارجية لكولومبيا، ويدعم مسار الربط بين الحفاظ على التراث والتنمية الاجتماعية”.
ويُنتظر أن تمهد هذه الزيارة لبرامج تعاون مشترك بين مصر وكولومبيا في مجالات المتاحف، التعليم، والبعثات الأثرية، إلى جانب فرص في السياحة والترويج الثقافي، في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين اهتماماً متزايداً بتطوير الشراكات خارج الإطار التقليدي.
				
					
					


