إسرائيل تعلن القضاء على أربعة عناصر في وحدة الرضوان التابعة لحزب الله جنوب لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ غارة جوية ناجحة أدت إلى القضاء على أربعة أفراد ينتمون إلى قوة الرضوان، الوحدة النخبوية في حزب الله، في منطقة جنوب لبنان.
وجاء الإعلان من المتحدث باسم الجيش، العقيد أفيخاي أدرعي، عبر منشور على منصة “إكس”، مشدداً على أن هذه العملية استهدفت مسؤولاً رئيسياً عن الدعم اللوجستي لهذه القوة، الذي كان يشرف على نقل الأسلحة والمعدات العسكرية، بالإضافة إلى محاولات إعادة بناء التحصينات والمنشآت العسكرية لحزب الله في المناطق الحدودية الجنوبية.
وفقاً لأدرعي، شملت الغارة أيضاً ثلاثة عناصر آخرين من نفس الوحدة، مما يعكس، حسب الرواية الإسرائيلية، جهوداً مستمرة لمنع حزب الله من استعادة قدراته العسكرية بعد الاتفاق الذي أنهى التصعيد العسكري السابق.
ووصف الجيش العملية بأنها “دقيقة ومباشرة”، تهدف إلى تعطيل أي محاولات لإعادة التسلح أو التمدد في الجنوب اللبناني.
تفاصيل الغارة الجوية
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية (NNA) بأن مسيرة إسرائيلية أطلقت صاروخاً موجهاً حوالي الساعة 20:20 بتوقيت غرينتش مساء السبت، مستهدفة سيارة رباعية الدفع على طريق فرعي في الأطراف الشرقية لبلدة كفررمان، الواقعة في قضاء النبطية جنوب لبنان.
وأكدت الوكالة أن الانفجار أدى إلى تدمير المركبة تماماً، وسط دخان كثيف وأصوات مدوية أثارت الذعر بين السكان المحليين.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في تقرير أولي أن الضربة أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، تم نقلهم إلى مستشفيات المنطقة للعلاج.
ولم تذكر الوزارة هويات الضحايا، لكن الرواية الإسرائيلية حددتها كعناصر من حزب الله، بينما أشارت مصادر لبنانية إلى أنهم كانوا يتوجهون في مهمة روتينية.
التصعيد الأخير وانتهاكات وقف النار
يأتي هذا الحادث في سياق تصعيد إسرائيلي ملحوظ منذ الأسبوع الماضي، حيث كثفت القوات الإسرائيلية غاراتها الجوية على مواقع مشتبه بها في جنوب لبنان وشرقه، مدعية أنها تستهدف محاولات حزب الله لإعادة بناء قدراته العسكرية.
وتشمل هذه الغارات تدمير مستودعات أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ، بالإضافة إلى تحليق مستمر للمسيرات الإسرائيلية فوق مناطق متعددة، بما في ذلك العاصمة بيروت، مما يثير مخاوف من عودة الاشتباكات الشاملة.
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024 برعاية أمريكية وفرنسية، أنهى مواجهة دامت عاماً كاملاً بين الطرفين، أسفرت عن خسائر فادحة من الجانبين. نص الاتفاق على سحب قوات حزب الله شمال نهر الليطاني (على بعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود الإسرائيلية)، وتفكيك بنيته العسكرية في الجنوب، مع حصر حمل السلاح بالقوات الرسمية اللبنانية والقوات الدولية المتمركزة. كما يتطلب الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية التي احتلتها خلال النزاع.
رغم ذلك، استمرت إسرائيل في شن هجماتها، مدعية انتهاكات من جانب حزب الله، بينما احتفظت بقواتها في أكثر من خمسة تلال استراتيجية في الجنوب، مخالفةً لشروط الاتفاق.
ويؤكد المسؤولون الإسرائيليون، بمن فيهم وزير الدفاع إسرائيل كاتس، أنهم لن يتسامحوا مع أي محاولات لإعادة التسلح، معتبرين أن ذلك يشكل تهديداً مباشراً لأمن إسرائيل.
من جانب آخر، أصدرت الحكومة اللبنانية في أغسطس 2025 قراراً يحصر السلاح بيد الدولة، مكلفاً الجيش بتنفيذه وانتشاره الكامل في الجنوب لضمان الاستقرار.
السياق الأوسع والمخاوف المستقبلية
تُعد قوة الرضوان الوحدة الأكثر تطوراً في حزب الله، مسؤولة سابقاً عن خطط الغزو عبر الحدود نحو الجليل الإسرائيلي، وفقاً للرواية الإسرائيلية.
وقد خسرت الوحدة قياداتها الرئيسية خلال الحرب السابقة، لكن إسرائيل تتهمها بمحاولات التعافي والتوسع، مما يبرر، حسبها، استمرار العمليات الوقائية. في المقابل، يرى الجانب اللبناني أن هذه الغارات تنتهك الاتفاق وتعيق جهود الجيش اللبناني في فرض السيطرة.
أثار الحادث ردود فعل واسعة على منصات التواصل، حيث نشر نشطاء وصحفيون صوراً وفيديوهات لموقع الغارة، معبرين عن قلقهم من تصعيد قد يؤدي إلى انهيار الهدنة الهشة.
وفي تصريحات سابقة، أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام على ضرورة التزام إسرائيل بالانسحاب الكامل، محذراً من أن الاستمرار في الانتهاكات قد يعيد المنطقة إلى دائرة العنف.
كما يتابع لجنة الرقابة الدولية، برئاسة الولايات المتحدة، الانتهاكات من الجانبين، لكن التقارير تشير إلى صعوبة تنفيذ الاتفاق بالكامل بحلول نهاية 2025.



