تصاعد التوتر: الصين ترصد بحذر دورية فلبينية-أمريكية في بحر الصين الجنوبي
أعلن الجيش الشعبي الصيني، اليوم السبت، أنه قام بمراقبة وتتبع دقيق لدورية بحرية مشتركة أجرتها الفلبين في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، خلال يومي 30 و31 أكتوبر الماضيين.
تعزيز التحالف الأمريكي-الفلبيني
في سياق متصل، كشفت الولايات المتحدة والفلبين يوم الجمعة الماضي عن إنشاء قوة عمل عسكرية مشتركة جديدة تغطي مناطق تشمل بحر الصين الجنوبي، بهدف تعزيز التعاون العسكري والاستعداد للتحديات في المنطقة.
ويُعد هذا البحر ممراً حيوياً يمر من خلاله تجارة عالمية تتجاوز قيمتها 3 تريليونات دولار أمريكي سنوياً.
بيان الجيش الصيني الرسمي
تحدث تيان جون لي، المتحدث باسم قيادة مسرح العمليات الجنوبي لجيش التحرير الشعبي الصيني، معتبراً الدورية المشتركة -التي شاركت فيها قوات من أستراليا، نيوزيلندا، الفلبين، والولايات المتحدة- بأنها “تهديد خطير للسلام والاستقرار الإقليميين”.
ووصف الفلبين بأنها “مثيرة المشاكل” و”مخربة للاستقرار” في قضية بحر الصين الجنوبي، مشيراً إلى تعاونها مع “دول خارج الإقليم”.
أكد تيان في البيان الرسمي: “لا تزال قوات القيادة الجنوبية في حالة تأهب قصوى، وستحمي بحزم السيادة الإقليمية الوطنية والحقوق والمصالح البحرية”.
تفاصيل الدورية المشتركة
سميت الدورية “النشاط التعاوني البحري المتعدد الأطراف” (MMCA)، وهي الدورة الـ12 من نوعها، وقد أُجريت في المنطقة الاقتصادية الخالصة الغربية للفلبين. أوضح الأسطول السابع الأمريكي أن هدفها “إظهار التزام جماعي بتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لدعم حرية وانفتاح منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.
كما لوحظ وجود خمس سفن حربية صينية قريبة من منطقة الدورية، إلا أن ذلك لم يؤثر على سير العملية، وفقاً للبحرية الفلبينية.
رد فعل الفلبين
حتى الآن، لم تصدر السفارة الفلبينية في بكين أي تعليق رسمي على طلبات التعليق المرسلة إليها.
الخلفية التاريخية للنزاع
تدعي الصين كامل بحر الصين الجنوبي تقريباً، بما في ذلك أجزاء تطالب بها بروناي، إندونيسيا، ماليزيا، الفلبين، وفيتنام.
وفي عام 2016، أصدرت المحكمة الدائمة للتحكيم في لاهاي حكماً يُلزم بأن مطالبات الصين غير مدعومة قانونياً بالقانون الدولي، لكن بكين ترفض هذا القرار تماماً وتصر على سيادتها.
يُعد هذا التطور جزءاً من سلسلة التوترات المتصاعدة في المنطقة، حيث يستمر الجيش الصيني في تعزيز دورياته ومراقبته لأي نشاط يُعتبر استفزازياً.
