أخبار عربية

مصر تؤكد دعمها الثابت لوحدة السودان وسيادته وسط تطورات الفاشر الإنسانية والأمنية

في لقاء دبلوماسي حاسم، أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية المصري، دعم مصر الكامل للشعب السوداني الشقيق، مع التزامها بمواصلة الجهود لتحقيق السلام والاستقرار في السودان.

جاء ذلك خلال استقباله السفير محيي الدين سالم، وزير الخارجية السوداني، يوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025 في القاهرة، حيث ركز اللقاء على آخر التطورات في الساحة السودانية، خاصة الأوضاع في مدينة الفاشر بعاصمة ولاية شمال دارفور، التي تشهد تصعيدًا إنسانيًا وأمنيًا خطيرًا.

وفقًا للمتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، السفير تميم خلاف، شدد عبد العاطي على تمسك مصر بوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، معتبرًا أمنه جزءًا أساسيًا من أمن المنطقة بأكملها.

ركز اللقاء على انخراط مصر الفعال في المسارات الدولية والإقليمية لوقف إطلاق النار وإقرار هدنة إنسانية شاملة، تهدف إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وتخفيف معاناة المدنيين.

كما استعرض الوزيران أوجه التعاون الثنائي في المجالات التجارية والاستثمارية، وإعادة تأهيل البنية التحتية، مع تأكيد استعداد مصر لتوسيع الدعم في قطاعات الكهرباء، والمياه، والصحة، والتعليم، لتلبية احتياجات الشعب السوداني. وفي سياق ملف الأمن المائي، أكد الجانبان وحدة موقفهما كدولتي مصب نهر النيل، مطالبين بالالتزام الكامل بالقانون الدولي في حوض النيل الشرقي، ورفضًا تامًا لأي إجراءات أحادية، مع التأكيد على مواصلة التنسيق الوثيق لتعزيز الأواصر التاريخية بين البلدين.

 الانتهاكات في الفاشر: اتهامات دولية وإقليمية لميليشيا الدعم السريع

شهدت مدينة الفاشر، التي سيطرت عليها ميليشيا الدعم السريع في 26 أكتوبر 2025 بعد قتال دام 18 شهرًا، تدهورًا إنسانيًا حادًا، مع تقارير موثقة عن جرائم جماعية وانتهاكات جسيمة.

انتقد وزير الثقافة والإعلام السوداني خالد الإعيسر، في مؤتمر صحفي ببورتسودان يوم 29 أكتوبر، صمت المجتمع الدولي أمام “الجرائم البشعة” التي ترتكبها الميليشيا، متهمًا إياها باتباع سياسة “كيل بمكيالين”.

ووصف الإعيسر هذه الأفعال بأنها تؤهل الميليشيا للتصنيف كمنظمة إرهابية، مطالبًا الشعوب الحرة بالضغط لمحاسبتها، مشيرًا إلى تورط التنظيمات السياسية المتحالفة معها.

اتهم حاكم دارفور، مني أركو مناوي، الدعم السريع بارتكاب مجزرة في المستشفى السعودي بالفاشر، حيث قُتل أكثر من 460 مريضًا، مطالبًا مجلس الأمن الدولي بإلقاء القبض على قائد الميليشيا محمد حمدان دقلو (حميدتي) وشقيقه عبد الرحيم.

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن “قلق بالغ واستنكار” للانتهاكات، مشددة على ضرورة حماية المدنيين وتأمين المساعدات، وداعية إلى حوار فوري لوقف إطلاق النار، مع رفض التدخلات الخارجية. كما غرد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور جيم ريش، يوم 28 أكتوبر، بأن الفظائع في الفاشر تشكل “إبادة جماعية”، مطالبًا بتصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية أجنبية.

أكد تقرير من مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية، بناءً على تحليل صور أقمار صناعية في 27 أكتوبر، وجود أدلة على عمليات قتل جماعي بعد سيطرة الميليشيا، بما في ذلك جثث بالقرب من الساتر الترابي وإعدامات ميدانية لمحاولي الفرار. رصد التقرير أيضًا تقارير موثوقة عن قتل جماعي وعنف جنسي، مدعومة بصور حرارية.

أشارت نقابة أطباء السودان إلى مقتل 2000 مدني على الأقل في الساعات الأولى للسيطرة، مع إحراق أحياء وإجبار الضحايا على حفر قبورهم. أدانت منظمات مثل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية هذه الانتهاكات، مطالبة بالمساءلة، بينما نفت الميليشيا الاتهامات ووصفتها بـ”دعاية”.

أكدت الحكومة السودانية التزامها بحماية المدنيين وتأمين الغذاء، مع التأكيد على بناء دولة عدالة خالية من الميليشيات الإرهابية.

ما هي العوامل التي تؤثر على وحدة السودان وسلامة أراضيه؟

تشمل الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الانتهاكات الإنسانية في مناطق مثل الفاشر، والتدخلات الخارجية التي تطيل أمد الحرب، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية والإغاثية.

كما يُعد رفض أي محاولات لتقسيم الدولة أو تشكيل كيانات حكم موازية عاملاً حاسمًا، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على المؤسسات الوطنية لضمان الاستقرار الإقليمي.

 ما هي مساعي مصر لتحقيق الاستقرار في السودان؟

تشمل انخراطها في الآليات الرباعية (مصر، السعودية، الولايات المتحدة، الإمارات) لوقف الحرب، ودعم هدنة إنسانية، بالإضافة إلى الدبلوماسية النشطة عبر لقاءات مثل منتدى أسوان للسلام (19-20 أكتوبر 2025) والتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. كما تقدم مصر دعمًا سياسيًا لتسوية شاملة، مع رفض التصعيد.

كيف تدعم مصر المؤسسات الوطنية السودانية؟

من خلال التأكيد على صون سيادتها ومقدرات الشعب السوداني، ورفض أي كيانات موازية، مع تقديم مساعدات تنموية في البنية التحتية والقطاعات الحيوية، ودعم الحكومة الشرعية في المحافل الدولية لتعزيز تماسكها.

 كيف تساهم مصر بتسهيل المساعدات الإنسانية للسودان؟

تواصل تقديم المساعدات عبر الحدود المشتركة، وتنسيق مع الأمم المتحدة لضمان وصولها إلى المناطق المتضررة مثل الفاشر، بالإضافة إلى رعاية اللاجئين السودانيين في مصر (أكثر من مليون شخص منذ أبريل 2023)، ودعم هدن إنسانية لتسهيل النفاذ.

ما هي العلاقات التاريخية التي تربط مصر والسودان؟

ترتبط العلاقتان بأواصر أخوية عميقة تعود إلى آلاف السنين، من خلال الحضارة النوبية المشتركة ونهر النيل كشريان حياة، مع تعاون تاريخي في الأمن المائي والتنمية. يُجسد ذلك في الدعم المتبادل أثناء الأزمات، ووحدة الموقف تجاه التحديات الإقليمية، مما يعزز الاستقرار المشترك.

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى