أخبار دولية

لقاء روبيو وجيشنكار: محادثات حاسمة لتهدئة التوترات التجارية بين واشنطن ونيودلهي

في خطوة تعكس جهوداً مكثفة لإعادة ترميم الروابط الثنائية، عقد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لقاءً مع وزير الخارجية الهندي سوبرامنيام جيشنكار يوم الاثنين في كوالالمبور، عاصمة ماليزيا، وسط تصاعد التوترات التجارية بين البلدين.

جاء هذا اللقاء على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، حيث يواصل الطرفان مفاوضاتهما الاقتصادية لتخفيف الضغوط الناتجة عن الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة، التي بلغت 50% على بعض الواردات الهندية.

لم يتم الكشف عن الكثير من التفاصيل الدقيقة حول محتوى المحادثات، لكنها تعد أعلى مستوى تواصل بين الجانبين منذ فرض الولايات المتحدة عقوبات الأسبوع الماضي على شركتي النفط الروسيين العملاقتين، روسنفت ولوك أويل.

يُعتبر النفط الروسي مصدراً أساسياً لاحتياجات الهند من الطاقة، مما يثير مخاوف واشنطن من دعم نيودلهي غير المباشر للحرب الروسية في أوكرانيا من خلال شراء النفط الروسي بأسعار مخفضة.

وفقاً لتقارير، ركز اللقاء على تعزيز الشراكة الاستراتيجية، بما في ذلك قضايا الدفاع، الطاقة، التجارة، والأدوية، إلى جانب التحديات الإقليمية والعالمية مثل الأمن البحري والإرهاب.

نشر جيشنكار صورة على منصات التواصل الاجتماعي تظهره مبتسماً أثناء مصافحة روبيو، مشيراً إلى أنه “يقدر هذه المباحثات حول علاقاتنا الثنائية والقضايا الإقليمية والعالمية”.

كما نقل تحيات رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى روبيو، معبراً عن الرغبة في تعزيز التعاون المستمر. من جانبه، أعرب روبيو عن تقديره لدور الهند كشريك حاسم في السياسة الخارجية الأمريكية، مؤكداً التزام واشنطن بتعزيز نظام دولي قائم على القواعد في منطقة المحيط الهندي-الهادئ، من خلال آليات مثل “الكواد” (التي تضم الولايات المتحدة، الهند، اليابان، وأستراليا).

جرى اللقاء في سياق حضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصياً لقمة آسيان، بينما شارك مودي عبر خطاب فيديو، مستشهداً بسبب احتفالات ديوالي كتبرير لعدم حضوره المباشر.

وفي سياق متصل، أجرى ترامب محادثة هاتفية مع مودي الأسبوع الماضي، حيث زعم أن رئيس الوزراء الهندي وافق على تقليص واردات النفط الروسي، وهو ما لم يعلق عليه الجانب الهندي رسمياً حتى الآن.

كما أجرى جيشنكار لقاءات منفصلة يوم الأحد مع رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، ووزير الخارجية السنغافوري فيفيان بالاكريشنان، ونظيره التايلاندي سيحاساك فوانغكيتوكيو.

بدأت التوترات التجارية الحالية في أغسطس الماضي، عندما رفع ترامب الرسوم الجمركية على الواردات الهندية إلى 50%، متهماً نيودلهي بدعم موسكو اقتصادياً.

ومع ذلك، يسعى الطرفان إلى اتفاق تجاري طويل الأمد يعتمد على الثقة المتبادلة، مع التركيز على إزالة العوائق في مجالات مثل التجارة والتكنولوجيا والمعادن النادرة.

هذا اللقاء يُعد خطوة إيجابية نحو تهدئة الخلافات، خاصة مع استمرار المفاوضات الاقتصادية، ويأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية-الهندية توترات أوسع حول رسوم التأشيرات والاتفاقيات التجارية السابقة.

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى