أسبوع الفائدة.. قرارات البنوك المركزية ترسم ملامح الأسواق العالمية
تعيش الأسواق العالمية واحدًا من أكثر الأسابيع حساسية في الربع الأخير من عام 2025، حيث تستعد أربعة بنوك مركزية كبرى لإصدار قرارات حاسمة بشأن أسعار الفائدة والسياسة النقدية، في وقت تتزايد فيه التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، ويستمر الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية.
الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في صدارة المشهد
يترقب المستثمرون حول العالم اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاء، في ظل توقعات قوية بخفض جديد لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل النطاق المستهدف إلى 3.75% – 4.0%.
لكن التركيز الأكبر سينصب على تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول بشأن مستقبل برنامج خفض الميزانية العمومية (التشديد الكمي) وإمكانية إنهائه خلال الأشهر المقبلة.
الإغلاق الحكومي المستمر في واشنطن عطل صدور بيانات اقتصادية مهمة، ما جعل المستثمرين يعتمدون على مؤشرات القطاع الخاص مثل ثقة المستهلك وأسعار المنازل لتقييم قوة الاقتصاد الأمريكي.
ورغم هذه الضبابية، ظل مؤشر الدولار الأمريكي مستقراً قرب مستوى 99 نقطة، مدعومًا بتوقعات استمرار سياسة التيسير النقدي.
أوروبا.. البنك المركزي الأوروبي بين التضخم والنمو
يعقد البنك المركزي الأوروبي اجتماعه يوم الخميس، وسط توقعات بتثبيت الفائدة عند 2%.
ورغم التباطؤ في نمو اقتصاد منطقة اليورو (0.1% متوقع للناتج في الربع الثالث)، فإن معدل البطالة لا يزال عند مستويات تاريخية منخفضة تبلغ 6.2%.
إقرأ أيضًا: ملح الهيمالايا أم الملح العادي.. أيهما الأفضل لصحتك ومائدتك؟
وتصدر يوم الجمعة التقديرات الأولية للتضخم، التي ستحدد مسار السياسة النقدية للفترة المقبلة.
وقد تراجع اليورو الأسبوع الماضي إلى حدود 1.16 دولار، بينما يترقب المستثمرون أي إشارات من كريستين لاغارد حول احتمال خفض الفائدة في عام 2026.
اليابان.. بنك اليابان تحت ضغط رفع الفائدة
يجتمع بنك اليابان يوم الخميس وسط ضغوط متزايدة لرفع أسعار الفائدة لأول مرة منذ أشهر.
ومع ذلك، تشير التوقعات إلى تثبيت الفائدة عند 0.5%، في ظل بيانات اقتصادية متباينة: ارتفاع البطالة إلى 2.6%، واستقرار التضخم الأساسي في طوكيو عند 2.5%.
وقد تجاوز الين الياباني حاجز 153 يناً مقابل الدولار، مما يثير تكهنات بتدخل حكومي محتمل لدعم العملة المتراجعة.
كندا.. خفض وشيك للفائدة
تسعّر الأسواق بنسبة 85% احتمال قيام بنك كندا بخفض الفائدة في اجتماعه الأربعاء من 2.5% إلى 2.25%، بعد مؤشرات متكررة على تباطؤ سوق العمل وضعف التضخم الأساسي.
هذه الخطوة قد تضغط على الدولار الكندي الذي فقد زخمه أمام نظيره الأمريكي، خاصة بعد تعثر المفاوضات التجارية بين أوتاوا وواشنطن.
أسواق آسيا وأستراليا.. بيانات مفصلية مرتقبة
في أستراليا، ينتظر المستثمرون صدور مؤشر أسعار المستهلكين للربع الثالث يوم الثلاثاء، لتحديد اتجاه البنك الاحتياطي الأسترالي في اجتماعه القادم.
أما في الصين، فسيكون التركيز على مؤشرات مديري المشتريات نهاية الأسبوع، كمقياس لقوة التعافي الاقتصادي وسط تحديات التصدير والسياسات الحمائية العالمية.
توترات جيوسياسية.. لقاء ترامب وشي في كوريا الجنوبية
تُعقد قمة مرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية على هامش قمة أبيك (APEC) يوم 30 أكتوبر، لمناقشة ملفات التجارة والمعادن النادرة وأزمة الفنتانيل.
وسيكون لأي انفراج أو تصعيد في المحادثات أثر فوري على العملات والسلع والأسواق المالية.
موسم الأرباح.. عمالقة التكنولوجيا في الواجهة
يتزامن “أسبوع الفائدة” مع ذروة موسم نتائج الشركات، حيث ستعلن شركات التكنولوجيا العملاقة مايكروسوفت، أبل، ألفابت (غوغل)، أمازون، وميتا نتائجها للربع الثالث.
ورغم ضغوط التكاليف وتراجع الهوامش، تظل هذه الشركات المحرك الرئيسي لنمو السوق، بفضل استثماراتها الضخمة في الذكاء الاصطناعي.
كما ستصدر نتائج شركات كبرى مثل إكسون موبيل، شيفرون، فيزا، ماستركارد، بوينغ، يونايتد هيلث، وإيلي ليلي، مما يمنح صورة أشمل عن أداء القطاعات الصناعية والمالية والصحية.
خلاصة: أسبوع محوري يرسم مسار الاقتصاد العالمي
يجمع الأسبوع القادم بين قرارات نقدية مفصلية ونتائج مالية كبرى، في لحظة فارقة للأسواق العالمية.
وسيشكل التوازن بين سياسات خفض الفائدة من جهة، وأداء الشركات العملاقة من جهة أخرى، الاتجاه العام للأسواق حتى نهاية العام.
إنه أسبوع الفرص والتحديات الذي قد يعيد رسم مشهد الاقتصاد العالمي بأكمله.
إقرأ أيضًا:ترامب: اقتربنا من اتفاق تجاري مع الصين وقد أوقع صفقة “تيك توك”
