مسيرات أميركية تحلق فوق غزة لمراقبة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس

في تطور جديد يعكس الدور المتزايد للولايات المتحدة في ملف غزة، كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية وأميركية أن الجيش الأميركي بدأ تسيير طائرات استطلاع مسيّرة فوق قطاع غزة خلال الأيام الماضية، بهدف مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وضمان عدم خرقه من أي طرف.
مراقبة أميركية بموافقة إسرائيل
وبحسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز، أكد مسؤولان في الجيش الإسرائيلي ومسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن عمليات المراقبة الجوية تتم بموافقة إسرائيلية كاملة، وتشمل تتبع الأنشطة الميدانية داخل القطاع الفلسطيني.
وتهدف هذه المهمات إلى دعم مركز التنسيق المدني-العسكري الأميركي الجديد في جنوب تل أبيب، الذي أنشئ مؤخرًا لمتابعة وقف إطلاق النار وتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة.
مراقبة مستقلة بعيدًا عن الرواية الإسرائيلية
وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن هذه التحركات تمثل رغبة واشنطن في الحصول على تقييم مستقل للوضع داخل غزة، بعيدًا عن الاعتماد الكامل على المعلومات الإسرائيلية، خصوصًا في ظل القلق الأميركي من احتمال تراجع حكومة بنيامين نتنياهو عن اتفاق السلام.
دهشة في الأوساط الدبلوماسية والعسكرية
أعرب عدد من المسؤولين الإسرائيليين ودبلوماسيين أميركيين سابقين عن دهشتهم من هذا المستوى من المراقبة الأميركية في منطقة تعتبرها إسرائيل “جبهة تهديد نشطة”.
وقال دانيال شابيرو، السفير الأميركي الأسبق لدى إسرائيل:
“هذا شكل متقدم جدًا من المراقبة، ولو كانت هناك شفافية كاملة وثقة تامة بين البلدين، لما كانت هناك حاجة لهذه الخطوة”.
طائرات “ريبر” الأميركية تعود للظهور فوق غزة
يُذكر أن الولايات المتحدة استخدمت سابقًا طائرات MQ-9 Reaper خلال المراحل الأولى من الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2023، لجمع معلومات حول أماكن احتجاز الأسرى الإسرائيليين، حيث تمت مشاركة تلك المعلومات مع تل أبيب.
وتشير الخطوة الأخيرة إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تسعى إلى تعزيز الرقابة الأميركية المستقلة على التطورات الميدانية في القطاع، بالتوازي مع الضغط على نتنياهو للالتزام بخطة السلام والانتقال إلى مرحلتها الثانية.



