قاعدة أميركية في جنوب إسرائيل لمراقبة وقف النار في غزة

في منطقة صناعية هادئة بمدينة كريات غات جنوب إسرائيل، يعمل نحو 200 جندي أميركي داخل مبنى رمادي اللون تحول مؤخرًا إلى مركز قيادة عسكرية لمراقبة وقف إطلاق النار في غزة، والتخطيط لتشكيل قوة دولية لإعادة الاستقرار إلى القطاع.
ووفق إعلان الجيش الأميركي هذا الأسبوع، فإن القوة تضم خبراء في مجالات النقل والتخطيط والأمن والهندسة، مكلفين بإدارة تدفق المساعدات الإنسانية والمساعدات الأمنية إلى غزة، إلى جانب مراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار.
ويقع مركز التنسيق المدني العسكري في مجمع أعمال مقابل مصانع خشب وصلب في المدينة الواقعة شمال شرقي قطاع غزة، ويضم أيضًا ضباطًا من إسرائيل وبريطانيا وكندا.
كابوس إسرائيل يتحقق
صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية وصفت هذا التطور بأنه كابوس إسرائيل، مشيرة إلى أن رفع العلم الأميركي وحده فوق القاعدة يرمز إلى من يمتلك القرار الحقيقي في الميدان.
وكتب الصحفي الإسرائيلي إيتمار إيشنر أن أخطر ما كانت تخشاه إسرائيل قد تحقق بالفعل، موضحًا أن “لسنوات كان الكابوس الأكبر لتل أبيب هو تحويل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني إلى صراع دولي، وقد حدث ذلك أخيراً برعاية وقف إطلاق النار وخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كريات غات”.
وتشير الصحيفة إلى أن القاعدة الأميركية أصبحت مركزاً مشتركاً تشارك فيه دول غربية وعربية، بينها فرنسا وإسبانيا، اللتان تعدان من أشد منتقدي إسرائيل في أوروبا.
نفوذ أميركي متصاعد
وفي محاولة لطمأنة الرأي العام، يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وجود القيادة الأميركية لا يعني أن إسرائيل أصبحت تحت وصاية أجنبية، بل هو “تنسيق مشترك لحماية الأمن الإقليمي”.
إقرأ أيضًا:وزيرا خارجية مصر وتركيا يؤكدان على تعزيز التنسيق بشأن اتفاق إنهاء الحرب في غزة
لكن بحسب الصحيفة، فإن جولة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو داخل القاعدة أظهرت حقيقة مغايرة، إذ لم يُرفع سوى علم واحد فقط هو العلم الأميركي.
اليوم الثاني عشر من الوصاية الأميركية
وبعد مرور اثني عشر يومًا على تطبيق اتفاق ترامب لوقف الحرب على غزة، تزداد المؤشرات على تدخل أميركي مباشر في إدارة الحرب والملفات السياسية الإسرائيلية الداخلية.
ويقول مراقبون إن الطريق الواصل بين مطار بن غوريون والقدس أصبح مغلقاً معظم الوقت بسبب حركة مواكب المسؤولين الأميركيين، الذين يتنقلون بين تل أبيب والقدس في اجتماعات مكثفة.
ويؤكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيعمل على توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية وإنهاء الحرب في غزة، بينما أعلن وزير خارجيته ماركو روبيو أن عمليات الجيش الإسرائيلي في القطاع باتت تحت إشراف مركز كريات غات.
أما بشأن الضفة الغربية، فقد جاء الرد الأميركي واضحاً: “لن يحدث أي ضم”، فيما تُبحث مشاركة أطراف أخرى مثل مصر وتركيا في إدارة الوضع داخل غزة، بشرط أن تكون مقبولة لإسرائيل، وهو ما يصفه مراقبون بأنه بمعايير ترامب لا بمعايير تل أبيب.



