اختراق صامت في البحر الأحمر.. الصين تفاجئ واشنطن بمناورات مع مصر

في خطوة وُصفت بأنها “نقلة نوعية” في النفوذ العسكري الصيني، عبر سرب من المقاتلات الصينية المتقدمة البحر الأحمر باتجاه الأراضي المصرية، دون أن ترصده أنظمة المراقبة الأميركية المنتشرة في المنطقة، وفق ما كشفته منصة “ناتسيف نت” الإسرائيلية.
التحرك تم في إطار مناورات “نسور الحضارة 2025” التي تُجريها بكين بالتعاون مع القاهرة، وسط سرية تامة، ما أثار تساؤلات حول دلالاته السياسية والعسكرية في منطقة تُعد من أكثر المناطق خضوعًا للرقابة الغربية.
ويرى الباحث في العلوم السياسية الدكتور حامد فارس أن ما حدث “يتجاوز فكرة التدريب المشترك”، معتبراً أنه يمثل تحوّلاً نوعيًا في السياسة الخارجية الصينية، إذ لم تعد بكين تعتمد على أدوات “القوة الناعمة” فحسب، بل باتت تمزج بين الاقتصاد والسلاح والسياسة في تحركاتها العالمية.
إقرأ أيضًا:غموض يحيط بخطة إنشاء قوة دولية في غزة
وأشار فارس إلى أن أكثر من 12 طائرة صينية شاركت في المناورات، بينها مقاتلات متطورة وطائرات نقل استراتيجية، موضحاً أن عبورها غير المرصود للبحر الأحمر يمثل “رسالة استراتيجية موجهة إلى مناطق النفوذ الأميركي”.
واعتبر أن اختيار مصر كمسرح للتدريبات كان خطوة محسوبة، كونها تملك موقعاً محورياً على خطوط الملاحة الدولية، وتوازنًا دقيقًا في علاقاتها مع الشرق والغرب، ما يجعلها شريكاً مثالياً لأي تعاون عسكري لا يحمل طابع المواجهة.
وأكد فارس أن التعاون المصري الصيني يأتي ضمن سياسة القاهرة في “تنويع الشركاء العسكريين” للحفاظ على استقلال قرارها الدفاعي، كما حدث في تعاونها السابق مع فرنسا وألمانيا وإيطاليا، دون أن يكون ذلك موجهاً ضد أي طرف.



